MBS metoo

تدريس الصينية بالسعودية.. خطوة نوعية أم كمالية؟

شهدت الفترة الأخيرة تغييرات كثيرة في التعليم بالسعودية، بداية من تعديلات أجريت في مناهج التعليم، ووصولاً إلى إدراج مادة اللغة الصينية ضمن المنهج الدراسي.

وترى المملكة أن إدراج اللغة الصينية سيُعزز التنوع الثقافي للطلاب بالمملكة، كما تراه إسهاماً يساعد في بلوغ ما سمَّته “المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد رؤية 2030″، في إشارة إلى الرؤية التي أطلقها بن سلمان.

ومع الكشف عن بدء توزيع مناهج الكتب الصينية في ثلاث مدن رئيسة بالمملكة، لا يزال كثير من السعوديين غير مرحِّبين بهذه الخطوة، واعتبروها “مجاملة سياسية” من بلادهم للصين.

بدء توزيع المناهج

وبعد نحو أقل من عام على إصدار المملكة قراراً قضى بإدراج اللغة الصينية في المقررات الدراسية، ذكرت صحيفة “سبق” السعودية أن وزارة التعليم ستشرع الأحد (19 يناير 2020) في توزيع مناهج الكتب الصينية لبعض المدارس كمرحلة أولى.

وقالت إن المنهج الصيني سيطبَّق على ثلاث مدن: منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، ومحافظة جدة، من خلال 12 مَدرسة.

وفي مارس 2019، قال وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ خلال تدشينه ورش إدراج تعليم اللغة الصينية، إن تأهيل المعلمين في برامج مكثفة قد صل إلى سنة.

وأشار “آل الشيخ” إلى أن إدراج المنهج الصيني سيمر بمراحل مختلفة، أولاها خلال أول ثلاث سنوات، من خلال اختيار مدارس من المرحلة الثانوية ثم التوسع العددي فيها، ثم التوسع إلى مختلف المناطق.

وأوضح أن بلاده لديها هدف استراتيجي من تعليم الصينية، وهو أن تكون لغة ثالثة موازية للإنجليزية، وبمستوى الانتشار نفسه  في منظومة التعليم.

كيف اتُّخذ قرار إدراج المنهج؟

في 22 فبراير 2019، أعلنت السعودية إدراج اللغة الصينية في المقررات الدراسية بجميع المراحل التعليمية في مدارس المملكة وجامعاتها.

وجاء القرار تزامناً مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للصين، في ثالث وآخر محطات جولة آسيوية حينها، شملت باكستان والهند، حيث التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وعدداً من المسؤولين في بكين.

وأشارت وزارة التعليم إلى أن هذا القرار “يهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي في المملكة، وفتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة، بوصف تعليم اللغة الصينية جسراً يسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية بين الشعبين”.

ردود فعل

وعقب قرار إدراج اللغة الصينية ضمن المنهج التعليمي، سخِر نشطاء سعوديون من قرار محمد بن سلمان، وعادوا مرة أخرى للسخرية مع إعلان بدء توزيع المناهج.

وكتب الناشط تركي العثمان في صفحته بـ”تويتر”، معلقاً على هذا القرار: “الموضوع جد وأنا أحسبهم يمزحون، عن قناعةٍ قوة البلد الاقتصادية ليست كفيلة بتعلم لغة أهلها، الإنجليزية محتوى وثقافة وإعلام وطب وتكنولوجي وكل شيء، وش الفايدة من تعلُّم اللغة الصينية؟!”.

وتساءل كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن غياب الاهتمام باللغة الإنجليزية، واللجوء إلى الصينية، وعلَّقت ناشطة في صفحتها بالقول: “الحين بدل ما تأسسوا الطلاب في مادة الإنجلش تدخل لهم اللغة الصينية! بالأول دخل منهج الإنجلش من سنة أولى ابتدائي، وأسسهم في أهم لغة تعتمدها غالبية العالم، بعدين تفلسفوا يا وزارة التعليم في اللغة الصينية”.

وهاجم فهد، وهو ناشط في “تويتر”، من اتخذ قرار تعليم اللغة، معلقاً بقوله: “صاحب الفكرة وقرار تعليم اللغة الصينية، المفروض هو أول شخص يتعلم هذه اللغة”.

كما طرح أحدهم تساؤلاً عن وجود معلمين مؤهلين لتدريس اللغة الصينية، وقال: “هل يوجد مُعلمون مؤهلون لتدريس اللغة الصينية في المدارس التي سوف يوزَّع عليها المنهج؟ أم أنه هدر لميزانية التعليم في طباعة الكتب؟ معلمو اللغة الإنجليزية ما أُعطوا مناهجهم إلا بعد البكالوريوس 4 سنوات، وهذول أقل من سنة!”.

ورغم أن ندى المعجل رحبت بتدريس اللغة الصينية، فإنها سخرت من تعلُّم اللغة الصينية لصعوبتها، وقالت: “لازم نتعلم اللغة الصينية لأنها رح تسود العالم… لكن أنا لي رأي آخر، أتوقع لو نفتح الصين أسهل من تعلُّم لغتهم!”.

تغييرات في مناهج التعليم

وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها المملكة قراراً يتعلق بالمناهج الدراسية، فقد شهدت الفترة الأخيرة تغييرات في مناهج التعليم، خصوصاً منذ تولي بن سلمان للحكم، حيث قال في حوار سابق مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي بي إس” الأمريكية: إن “النظام التعليمي المتشدد سببه التيارات الإسلامية التي اختطفت الدولة، وسيتم تعديله قريباً”.

وتعرَّض معلمون بكثير من المدارس والجامعات في المملكة لحملة إقصاء واسعة وإيقاف عن العمل؛ بدعوى ارتباطهم بتيارات إسلامية متشددة.

وأثارت انتقادات أمريكية للمناهج السعودية عملية تغيير واسعة، ووجه ولي العهد اتهامات إلى الإسلاميين بـ”اختطاف المناهج التعليمية بالمملكة”، معتبراً أن السعودية كانت دولة حضارية قبل عام 1979 وخالية من الإسلاميين، في إشارة إلى تيار الصحوة السعودي.

الخليج أونلاين

Exit mobile version