خاص: نيوم.. البحر الأحمر.. آمالا.. القدية.. مشاريع امتلأت آذان السعوديين من وعود الدولة بما ستقدمه للشعب المسكين من مستقبل وردي خيالي، ولذلك خصص صندوق الاستثمارات السعودي لمشروع واحد منها وهو نيوم ميزانية تبلغ 500 مليار دولار! أي ما يساوي 1875 مليار ريال!!
والمتابع لمسيرة هذه المشاريع سيجد أن مواقعها لا تزال صحاري قاحلة تذروها الرياح بعد أن أُخرج منها سكانها الأصليون بلا تعويض حتى الآن، كما سيلاحظ امتلاء مقرات إداراتها بالمستشارين ذوي العيون الزرقاء الذين قد تقارب ميزانية رواتبهم السنوية قيمة تعويض أملاك السعوديين المساكين من أهالي تلك الأماكن!
العوام في السعودية يقولون: (العود من أول رَكْزَهْ) أي أن الهدف لا يمكن الوصول إليه إذا كانت بدايته خاطئة، ولئن كانت تلك المشاريع هي أبرز مقومات نجاح رؤية 2030 فإن عود هذه الرؤية لم يُركز بالشكل الصحيح في ظل تضييع قيادة السعودية لموارد الدولة الهائلة مادياً ومعنوياً في محاولة صناعة واقعٍ مسخٍ تفقد معه الدولة مقومات بقائها، فتكون كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فلم يستطع، فأصبح مضيعاً لمشيته ومشية الحمامة!
إن حل مشاكل الإسكان والصحة والفقر والتعليم يمكن تحقيقه بشكل سريع بهذا المبلغ أو جزءٍ منه، وهي المشاريع التي تستحق أن تستغرق كل مستهدفات الرؤية، كما أن إغفال صانعي الرؤية لاستهداف قيام البلد بالاستحقاقات الواجبة عليها تجاه الأمة الإسلامية في ظل سعيهم الحثيث لدخول جحر الضب الغربي لهو أكبر مؤشر على فشل هذه الرؤية.. والله المستعان!