خاص: من أكثر ما يؤلمني في ثنايا متابعة الطرح الإعلامي للمعارضين السعوديين بذور الخلاف بين المعارضين التي تتزايد بشكل لافت، ومع أن الخلاف سنة كونية لا يمكن منعها، إلا أن إدارة الخلاف بين رموز المعارضة التاريخية أو الحديثة هي من أوجب واجبات الوقت عليهم اليوم!
وإذا افترضنا أن خطاب المعارضة لا يزال بحاجة إلى الكثير من الجهد لتحقيق الانتشار والأثر في الجمهور المستهدف، فإن السكوت عن حالات الشقاق الظاهرة، أو إذكائها من قبل البعض لاختلافات في التفاصيل لن يستفيد منه أحد إلا الخصوم.
إن المرحلة توجب على جميع المعارضين التوافق على حد أدنى من المشتركات، وهذا يقتضي تحييد حظوظ النفس والمصالح الخاصة لحساب مصلحة الوطن وأهله، وإن نجاح المستبد أو بعض رموز المعارضة لمقاصد خاصة في إذكاء هذا الخلاف سيأتي على الجميع بالدمار.
والمسؤولية تتوجه هنا أولاً إلى الرموز التاريخية التي يقتات الإعلام على فتح ملفات اختلافاتها، والتي إن استطاعت التوافق على مشتركات رئيسة لا تستلزم رضوخ طرف لآخر، فإن الثمرة سيجنيها الجميع.
ولا شك عندي أن ما تقدمت الإشارة إليه في حلقات هذه السلسلة من غياب الأفكار والمنطلقات الرئيسة، وتحديد الأولويات، والتركيز على الخطاب الإعلامي من الخارج دون انعكاس أثر ذلك على الداخل بالتحفيز على فعل ما يمكن مؤثرٌ على انشغال البعض بالبعض الآخر.
وحظوظ النفوس المتمثلة في حب البروز والتكثر بالمنجزات كانت وستبقى آفات مدمرة على طريق مشاريع الإصلاح لا يسلم منها إلا الموفقون. فاللهم ألّف القلوب على الحق، واكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.