كشفت الحقائق على مدار السنوات الماضية أن رؤية السعودية 2030 التي روج لها طويلا ولي العهد محمد بن سلمان وحاشيته مجرد تهويل إعلامي من دون ضوء في نهاية النفق.
وقبل أعوام انطلقت الرؤية وأشيع آنذاك أنها ستتيح للجميع العمل وتقلل نسب الفقر والبطالة المستشرية في المملكة وستتيح آفاق جديدة أمام المستثمرين المحليين والأجانب.
وفقاً لما جاء في رؤية 2030 سيتم التخلص من النفط كمصدر وحيد للدخل القومي ومصدر أساس لإيرادات الخزانة وبيت المال.
وستتمكن المملكة من تنوع مصادر دخلها وسيكون الاعتماد على النفط بشكل لا يتجاوز الـ10% مع بداية عام 2030.
إذا تحقق هذا الأمر فسوف يتم التخلص من مرض خطير وآفة مدمرة، والتي جلست ومنذ وقت طويل على صدر المملكة؛ ألا وهي الاعتماد الكامل على النفط كمصدر وحيد لحياة الحجازيين.
ووفقاً للإحصائيات في عام 2010 شكلت الايرادات النفطية بحدود 90% من الدخل الكلي للبلاد منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة.
اعتبر صاحب رؤية 2030 محمد بن سلمان الذي انتزع الولاية من محمد بن نايف رغماً عنه، العبقري وصاحب الفكر الذهبي؛ لكن منذ الكشف عنها أثبت فشلها الكبير.
في حين أن الجانب الثقافي من الرؤية وهو ما يمثل الفكر المنحرف والشاذ لمحمد بن سلمان تسير وفق المخطط؛ ويتولى تنفيذه تركي آل الشيخ الذي يثير الريبة بتصرفاته الصبيانية.
ما نرى اليوم وما يترجم على أرض الواقع أن هناك أموال كثيرة وميزانيات انفجارية تهدر لحفلات غنائية وطرب وتعري وفسق وفجور والتي هي بالأحرى انحطاط كامل للإنسان الحجازي المسلم في مهبط القرآن ومدينة الوحي وبلاد الحرمين.
لكن الأمور تتجه للمجهول ولا علامات للتشافي الاقتصادي سوى الضغط الأكثر والأكبر على المواطنين المساكين، وتهديد قوت يومهم وإجبارهم على دفع فواتير ملاحي محمد بن سلمان وراقصات تركي آل شيخ من حسابهم الخاص.
الأمور لا تسير على ما يرام والفقر كالجني الذي يخرج من القمقم فلا أحد يستطيع السيطرة عليه.
قبل أيام انتشر مقطع لإضراب العاملين في مجال صيد الأسماك وتم اغلاق المحلات احتجاجاً على رفع الضرائب بشكل جنوني.
فلا فرق بين من يعمل ومن لا يعمل لأن كل ما ستحصل عليه ستكون حصة السلطة الفاشلة التي ترأسها العائلة الحاكمة.
فبدأنا الآن نشاهد حجم الأضرار بعد أكثر من 5 أعوام على بداية الاصلاحات الكبيرة في السعودية وبدأ المواطن يحس بالجوع والخوف على مستقبله المجهول؛
وذلك لأول مرة منذ تاريخ تأسيس المملكة وفي ظل القرارات المتهورة لثلة من اللصوص والصبيان برئاسة محمد بن سلمان.
هم يتمتعون بأفخم اليخوت والقصور وعلى الشعب دفع الفواتير ودعم مغامرات بن سلمان لإرضاء اليهود والاستثمار في اقتصادهم المتهالك.
ولكن الأمر الذي لا تتوقعه السلطة الحاكمة هو قدرة الشعب على التحمل وتصديق أكاذيب السلطة وقنواتها الإعلامية، فعندما يوقن الشعب بأن لا حياة له وأن المستقبل مظلم عنده سيشعر محمد بن سلمان وعصبته بالخوف الحقيقي.