كشفت مصادر سعودية طبية خاصة، عن أن الوضع الطبي في مستشفيات المملكة العربية السعودية وبخاصة العاصمة الرياض، يتأزم بصورة ملحوظة إلى أن باتت المستشفيات غير قادرة على استيعاب واستقبال المزيد من المصابين بفيروس “كورونا”، فأصبح الحجر المنزلي حلاً موازياً للتعامل مع المصابين الذين لا مكان لهم بالمستشفيات.
المستشفيات الحكومية والخاصة امتلأت بصورة جعلت الأولوية لاستقبال أصحاب الحالات الحرجة، ومن هم دون ذلك فيضطرون إلى حجر أنفسهم في منازلهم ومن تسوء حالته فقط يتم استقباله بالمستشفيات، هذا ما يؤكده أحد موظفي شركات التأمين الطبي بالرياض.
وتفيد المعلومات أن فيروس كورونا ينتشر بصورة كبيرة بين سكان المملكة وأن الإحصائيات الرسمية المعلنة غير دقيقة بسبب عدم قدرة السلطات الرسمية على حصر الإصابات بين أوساط الجالية الأجنبية وبخاصة من لا يحملون الإقامة الرسمية والنظامية والمتهربين للعيش في الأحياء الشعبية، ما دفع السلطات الرسمية السعودية إلى تطويق الكثير من الأحياء الشعبية في العاصمة الرياض، لكنّها لم تقم بفرض حالة العزلة عليها بشكل كامل كما فعلت في عدد من الأحياء في مكة وجدة والمدينة مخافة انتشار المرض على نطاق أوسع مما هو عليه، الأمر الذي بات يثير علامات استفهام.
محاولات للتطوير
وتشير المعلومات الخاصة إلى أنّ قدرة المستشفيات الرسمية في الرياض على الاستيعاب في حدود 2000 سرير بأقسام العناية المركزة والفائقة، وهذا الرقم لا يعدّ كافياً في ظل تفشي الفيروس، وتتحدث المصادر نفسها عن وضع خطة جديدة لتطوير إمكانات استقبال المصابين بكورونا عبر تحويل أقسام الأطفال في المستشفيات في الرياض إلى أقسام لاستقبال حالات كورونا الصعبة والحرجة، بعد أن باتت المستشفيات عاجزة عن استقبال مزيد من الحالات.
وتضيف تلك المصادر بأنّه تمّ تجهيز 25 مستشفى لاستقبال الحالات المؤكدة على مستوى السعودية بشكل كامل، فضلاً عن توفير 80 ألف سرير في كل القطاعات الصحية، و8 آلاف سرير عناية مركزة و2200 سرير عزل.
وعلى الرغم من ذلك فإن المملكة السعودية تعد الأكبر من حيث الخدمات الطبية على مستوى منطقة الخليج العربي؛ إذ تحتوي على أكبر المدن الطبية خليجياً ويبرز فيها مدينة الملك فهد الطبية، والتي تضم المستشفى الرئيس، ومستشفى النساء التخصصي، ومستشفى الأطفال، ومستشفى التأهيل، وتحتوي على 4 مراكز: مركز الملك سلمان لطب وجراحة القلب، ومركز العلوم العصبية، ومركز الأورام، والمركز التخصصي للسكري والغدد الصم.
وهنا يروي محـمد هيبة ـ المقيم في السعودية ـ معاناته مع المرض، بعد أن اشتبه في أنّه يعاني من أعراض فايروس “كورونا”، فتوجه إلى مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض، لإجراء المسحة الطبية من الأنف، وبعد التأكد من إصابته عزل نفسه بمنزله لفترة، وبعد ذلك بفترة تم تحويله للعزل بالمستشفى إلا أنّه فوجئ بأنّ أقسام العزل جميعها ممتلئة بالكامل ما اضطره للعودة إلى العزل المنزلي.
ويؤكد هيبة أنّ غالبية الحالات التي رآها، يتم تحويلها إلى الحجر المنزلي خاصة الحالات الخفيفة والمتوسطة وأنّ الكثير من الحالات باتت تنتظر دورها للعلاج في المستشفيات، وبعضهم يكمل دورة العلاج والعلاج الكامل في البيت والبعض الآخر يقضي عدة أيام أو أسبوعاً في بيته وبقية فترة الحجر في المستشفى.
التأمين لا يغطي العلاج
من جهة أخرى، قال محمود العامودي أحد الموظفين العاملين في إحدى شركات التأمين الطبي بالرياض إن شركات التأمين لا تكفل نفقات علاج الإصابة بفيروس كورونا، ويتم التحويل إلى المستشفيات الخاصة.
ويؤكدّ العامودي، أنّ الكثير من الحالات يتم تحويلها من قبل المستشفيات والمستوصفات الخاصة بالرياض لدراستها من قبل موظفي شركات التأمين، إلا أنّ جميع الحالات تقابل بالرفض، ويتم تحويل الحالات إلى وزارة الصحة السعودية لمباشرة الحالات المصابة بكورونا، حيث يلجأ الكثير ممن يحملون التأمينات الطبية وخاصة من العمالات الأجنبية إلى الرضوخ للأمر والامتثال للعلاج في المستشفيات الرسمية.