دعت الجمعية الفرانكفونية لحقوق الإنسان، ومقرها باريس، أمس الأربعاء، السلطات السعودية إلى التدخل ووقف أشكال التمييز ضد “البدون” بالمملكة، وإنهاء المماطلة والتسويف في قضية منحهم الجنسية، ومنحهم الحقوق الكاملة والاعتراف بهم كمواطنين سعوديين.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في بيان لها، إنه على السلطات السعودية “الوفاء بوعودها تجاه (البدون) فيما يتعلق بالاعتراف الرسمي بهم كمواطنين سعوديين يتمتّعون بكامل الحقوق، بعد معاناة دامت عقوداً طويلة”.
وأضافت المنظمة في بيانها: “يعيش البدون في السعودية أوضاعًا صعبة يتسبّب بها تهميش السلطات لهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية في الحياة الكريمة، أو الالتحاق بالتعليم، أو تلقي العلاج، أو حتى المعاملات المالية في البنوك”.
ودعت الجمعية الفرانكفونية بـ”إيجاد آلية سريعة وشفافة لمراجعة طلبات الجنسية الخاصة بفئة البدون؛ بحيث تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وإتاحة إمكانية المراجعة القضائية لقرارات التجنيس”.
ولفت البيان إلى أن “البدون” رفعوا آلاف الدعاوى والقضايا عبر جمعيات حقوقية؛ للمطالبة بإنصافهم، لكن لم تلقَ مطالبهم استجابة جدّية من قبل السلطات السعودية.
كما أكدت الجمعية الحقوقية أن الأقلية القليلة من فئة “البدون” الذين حصلوا على الجنسية السعودية حُرموا من الوظائف العسكرية والرسمية، ومن معظم الحقوق التي يحصل عليها المواطن السعودي.
كما شددت المنظمة على ضرورة “ضمان حق الـ”بدون” في الوثائق المدنية، ومن ضمن ذلك شهادات الميلاد والوفاة وعقود الزواج ووثائق السفر.
ويقدر عدد “البدون” بحوالي 150 ألف بالسعودية، وهم قبائل بدوية كانت تعتمد على الترحال إلى عدة مناطق، وتنتمي لقبائل “قحطان” و”همدان” و”بني خالد” و”عنزة”، وتسببت الحدود السياسية في الجزيرة العربية، التي أُقيمت مطلع القرن العشرين، في معاناتهم الحالية.
وتتواجد غالبية هذه القبائل، في أحياء النظيم والنسيم والجنادرية بالعاصمة الرياض، وفي المدن الحدودية الشمالية؛ كحفر الباطن، والمنطقة الشمالية من رفحاء وعرعر والقريات والجوف.