في يناير الماضي، خرج رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، في مؤتمر صحفي يعلن خلاله استعداد هيئته لإطلاق مسابقة لأجمل تلاوة للقرآن الكريم في رمضان، وتخصيص جوائز بملايين الريالات لها، ولكن اقترب شهر الصيام من النصف، ولم ير السعوديون أي ملامح للمسابقة.
ودفع عدم تجهيز آل الشيخ للمسابقة، أو الإعلان عنها، الكثير من السعوديين إلى طرح تساؤلات حول اليوم الذي يعلن فيه المسابقة القرآنية، خاصة بعد وصول شهر رمضان إلى منتصفه.
وجاءت تساؤلات السعوديين في ظل تزايد الحفلات الغنائية التي تنظمها هيئة الترفيه بقيادة آل الشيخ في المدن السعودية، وهو ما يعد منافياً للقيم الإسلامية والعادات والتقاليد التي تربى عليها أهل المملكة.
وكان آل الشيخ أطلق مسابقة أجمل تلاوة للقرآن الكريم في رمضان، والجائزة الأولى 5 ملايين ريال، ومسابقة أخرى لأجمل صوت لرفع الأذان، والجائزة الأولى بقيمة مليوني ريال.
وأكد آل الشيخ في حينها أن الهيئة تعمل على تنفيذ المسابقة الدينية الخاصة بأجمل صوت أذان وأجمل تلاوة خلال شهر رمضان المبارك.
السعوديون عبر تويتر تداولوا مقاطع فيديو تظهر آل الشيخ خلال حديثه عن المسابقة وشروطها وجوائزها، مع تساؤلات حول توقيت موعد إطلاقها، في إشارة منهم إلى عدم جدية هيئة الترفيه في إطلاقها.
يشار إلى أن ولي العهد، محمد بن سلمان، منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، فرض حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع ببلاده؛ تجسّدت بانفتاح هائل على مجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح.
وسريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، والتي وصفتها شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد السعودي.
وأودع بن سلمان في السجون مجموعة من أبرز الدعاة السعوديين وأكثرهم شهرة على مستوى العالم الإسلامي؛ في خطوة هدفت إلى منع الآراء المضادة، وإن كانت تصدر من شخصيات دينية معتبرة.
المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت حفلاً صاخباً للنجم الموسيقي الشهير ديفيد جوتا، في ختام سباق للسيارات جرى نهاية العام الماضي.
وسبقت هذا الحفل حفلات أخرى، وظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رفضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.
ودعم بن سلمان سلسلة قرارات قضت بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور سينما، وهو ما واجه انتقادات شريحة واسعة من المجتمع.