وصف جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة “واشنطن بوست”، وليَّ العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه ديكتاتور جديد يحظى بدعم الغرب كما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال ديل في مقال له: “بعد نحو 30 عاماً من دعم الغرب لصدام، يعودون مرة أخرى لدعم بن سلمان، فهم يقولون إنهم يمقتون جرائمه الصارخة، ومن ضمنها قتل الصحفي جمال خاشقجي، وسجن الحقوقيات وتعذيبهن بالسعودية”.
كما أنهم يعتقدون، وفق المقال، أن “الحرب التي يقودها باليمن كارثية جداً، ومع ذلك يدعمونه، فيكفي أن ترى ما حصل في قمة العشرين لتدرك ذلك”.
وأضاف: “ليس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقط مَن أظهر دعمه لولي العهد، بل قادة ورؤساء وزراء دول أوروبية، بل حتى قادة الهند وكوريا الجنوبية واليابان، جميعهم استقبل بن سلمان خلال الأشهر الستة الماضية بحرارة”.
وتابع: “عندما تسألهم عن سبب الاحتفاء به رغم انتقاده وتصرفاته، يقولون إنه يمثل أفضل فرصة لتحديث السعودية، فهو يقاتل المتطرفين الإسلاميين ومتحالف معنا ومع إسرائيل لمحاربة إيران، وأيّ بديل له سيكون سيئاً”، على حد قوله.
هذا التضارب والتناقض يُسقطهما الكاتب أيضاً على الموقف الأخير من تقرير المحققة الأممية أغنيس كالامارد، التي أجرت تحقيقاً استمر 5 أشهر، في جريمة مقتل خاشقجي داخل قنصلية السعودية في إسطنبول.
وخلص تقرير كالامارد إلى أن “خاشقجي كان ضحية إعدام متعمد وجريمة قتل خارج إطار القضاء، والدولة السعودية مسؤولة عنها، وولي العهد تستر عليها”.
التقرير دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومكتب التحقيقات الفيدرالي إلى إجراء تحقيق مستقل، وفرض عقوبات على بن سلمان وممتلكاته في الخارج، “غير أنه قوبل بصمت عجيب”.
وأشار الكاتب إلى موقف الأمين العام للأمم المتحدة عقب تقرير كالامارد، حيث لم يستجب لمطالبتها بإجراء تحقيق مستقل وشامل في جريمة قتل خاشقجي، بل إنه رفض مقابلتها.
حفاوة استقبال في قمة العشرين
وفي قمة العشرين التقى بن سلمان الرئيسَ دونالد ترامب، الذي قال إنه يؤدي عملاً رائعاً، وعندما سُئل لاحقاً عن جريمة قتل خاشقجي، قال إنه ليس هناك اتهام مباشر وُجِّه إلى ولي العهد، رغم التقييم الذي صدر عن الاستخبارات المركزية الأمريكية وتقرير كالامارد.
وأضاف الكاتب: “كالامارد قالت خلال زيارتها الأخيرة لواشنطن وإلقائها محاضرة في معهد بروكينغز، إن عديداً من الحكومات تحاول دفن قضية جمال خاشقجي، ولكن القتل لن يختفي”.
وأشارت إلى أنه “رغم جهود ترامب في الدفاع عن بن سلمان، ففي الولايات المتحدة قانون وعدالة، وهي المكان الأنسب الذي تنجح فيه المساءلة السياسية”، بحسب ما نقله الكاتب عن كالامارد.
وختم بالقول: إن “بن سلمان خلص إلى نتيجة، مفادها أنه محصن، فرغم وجود الناشطات في المعتقلات وتعذيبهن، وقصفه المتواصل لليمن، فإنه يسير بخطواته الأولى نحو امتلاك أسلحة نووية، لأن الغرب لا يمنعه من ذلك”.