أربعة أوصاف صادمة استخدمها الإعلامي المصري التابع إلى النظام العسكري الحاكم محمد الباز، في هجومه الضاري على زميله عمرو أديب، الذي ينتمي إلى نفس المعسكر.
هذه الأوصاف هي “الكفيل السعودي، أجندة سعودية، عميل السعودية، خدام السعودية)، وهي كلمات لم تكن الآلة الإعلامية للنظام المصري تستخدمها إلا مع دولة معها خلافات عميقة مثل تركيا أو قطر.
وباتت الأسئلة المتتالية تطرح نفسها على المشهد، من قبيل: هل تحدث الباز وهاجم أديب من بنات أفكاره وبعيدا عن الأجهزة الأمنية؟ هل قصد الباز أديب وحده بالهجوم؟ أم قصد السعودية؟ وما دلالة المصطلحات المستخدمة؟
وهل تحمل الخلافات أبعادا معينة في شكل العلاقات المصرية السعودية خلال الآونة الأخيرة؟ ولا سيما أنها تجلت في مجموعة من المشاهد منها امتناع مصر عن تسليم جزيرة تيران وصنافير قبل أقل من شهر إلى المملكة.
وكذلك مقال للكاتب المصري عماد الدين أديب عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر، والذي قال في أول سطر منه إن العلاقات مع دول الخليج ستكون من ضرائب هذه الحرب.
النقطة الأبرز في مظاهر التململ بين الطرفين، والتي ربما تعلل سبب الملاسنات الأخيرة، جاءت مع تصريحات وزير المالية السعودي محمد الجدعان، لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية.
وقال الجدعان على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، في 18 يناير 2023: “اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك”.
وأضاف: “نفرض ضرائب على شعبنا ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدا، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”، فيما يبدو أنها كانت إشارة إلى مصر.
ثم أوضح: “لطالما قدمت السعودية الرائدة في الخليج دعما ماليا للاقتصادات المضطربة في المنطقة، من خلال منح وودائع بمليارات الدولارات، ولسنوات كانت المملكة أكبر داعم منفرد لمصر”.