نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، تفاصيل عن مذكرات “جاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” ومستشاره، التي ستصدر قريبا، حيث كشفت فيها تفاصيل عن علاقته الوطيدة بولي العهد السعودي.

وتحدثت الصحيفة عن “تفاصيل نادرة” حول التقارب السياسي والودي الذي جمع بين “كوشنر”، والأمير “محمد بن سلمان”، وقالت إنه “تعمق بعد مغادرة ترامب وفريقه البيت الأبيض”.

وأوضحت أن الأشهر الأولى من إدارة “ترامب”، شهدت إجراء “كوشنر” مكالمة عاجلة مع “بن سلمان”؛ للمساعدة في ضمان نجاح أول رحلة خارجية للرئيس إلى المملكة، وكان “وحيدا تقريبا” في حث والد زوجته على الزيارة.

ووفق المذكرات، قال “كوشنر” لـ”بن سلمان”: “الجميع هنا يقولون لي إنني أحمق لثقتي بك”، ويضيف: “إنهم يقولون إن الزيارة فكرة فظيعة”.

وضحك الأمير “محمد” وأكد لـ”كوشنر” أن الرحلة ستجني فوائد كبيرة لـ”ترامب” والولايات المتحدة والسعودية، وفق كتاب المذكرات المؤلف من 500 صفحة.

كما وقف “كوشنر” إلى جانب ولي العهد السعودي بعد اتهامه بإصدار الأمر بقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، وخلاف الأول مع مسؤولين آخرين في إدارة “ترامب” اتهموه بأنه كان “دافئا” للغاية مع الحاكم السعودي، واستفاد من العلاقة لإقامة علاقات جديدة بين إسرائيل والعالم العربي.

ويعتبر التقرير أن علاقات “كوشنر” الوثيقة مع “بن سلمان”، أثبتت أنها واحدة من أكثر العلاقات المثمرة والمستقطبة للبيت الأبيض في عهد “ترامب”.

ويريد محققو الكونجرس الآن معرفة ما إذا كانت قرارات “كوشنر” في البيت الأبيض، ساعدته في تأمين استثمار بقيمة ملياري دولار قام به ولي العهد السعودي لبدء شركة “كوشنر” الاستثمارية بعد مغادرة البيت الأبيض.

ومن المقرر صدور الكتاب في 23 أغسطس/آب، تحت عنوان: “كسر التاريخ.. مذكرات البيت الأبيض”، حيث تقول الصحيفة إن “كوشنر” يقدم فيه “دفاعا مؤطرا بعناية عن علاقته مع الأمير محمد بن سلمان”.

ويكشف الكتاب عن نظرة “كوشنر” لولي العهد السعودي، حيث يراه “شخصية تاريخية جلبت إصلاحات اجتماعية لم يكن من الممكن تصورها إلى السعودية، وقادت المملكة نحو علاقة دافئة مع إسرائيل”.

ووفق المذكرات، تقدم مكالمة هاتفية، لمحة نادرة عن العلاقة غير العادية بين “كوشنر” و”بن سلمان”، والتي تطورت من تحالف سياسي ودي إلى شراكة تجارية عميقة بعد مغادرة “ترامب” البيت الأبيض، حيث أثارت تدقيقا من محققي الكونجرس.

وسبق أن اتهم وزير الخارجية آنذاك “ريكس تيلرسون”، “كوشنر” بتهميشه وإدارة السياسة الخارجية من مكتبه في الجناح الغربي، واتهمت جماعات حقوق الإنسان كوشنر بالتقليل من شأن حملة “بن سلمان” القمعية القاسية على المنتقدين، وحملته العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، حتى تتمكن الولايات المتحدة من تأمين مبيعات عسكرية مربحة للسعودية، وفق الصحيفة.

يذكر أن “بن سلمان” والحكام السعوديون أقاموا استقبالا كبيرا لـ”ترامب”، الذي اختار المملكة كأول وجهة خارجية له، في مايو/أيار 2017، مع رقصة السيف، وصفقة أسلحة بقيمة 350 مليار دولار، ومنح الرئيس السابق أعلى ميدالية مدنية في البلاد لتعزيز العلاقات بين البلدين.