خاص – هيئة التحرير

كم المعلومات التي نشرها سعد الجبري ضابط المخابرات السعودية عن محاولة اغتياله مليء بالمساخر، فعلى قدر ما يُظهر من إجرام وخسة ووضاعة العصابة الحاكمة بقيادة ابن سلمان، بقدر ما فيه من كوميديا سوداء لا تمت لعالم الإجرام بصلة، وتظهر للعالم كله تدني القدرات العقلية لولي العهد ومساعديه، وأنهم مجرد مبتدئين في عالم الإجرام، وأن ابن سلمان هو أغبى طغاة العالم. وهذا من خلال الشواهد التالية:

– إرسال فريق الاغتيالات تم بعد حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول بأقل من أسبوعين!! في الوقت الذي كان العالم بأسره يتحدث عن القضية وعن تورط ولي العهد ومستشاره سعود القحطاني في التخطيط والتنفيذ.

– استخدم ابن سلمان نفس الفريق بنفس الوجوه التي كانت صورها تملأ كافة الصحف العربية والأجنبية، وبالتالي كانت باعثة على الشك والريبة.

– تسمية الفريق بـ”فريق النمور” يعيد إلى الذاكرة أفلام الأنيمي التي كان ابن سلمان مدمنًا على مشاهدتها، وألعاب الفيديو التي عرف بها في طفولته وصباه ولا يزال، والتي كانت تنتشر بها مثل هذه الأسماء، وبالتحديد أنيمي (الهدّاف) الذي كان يعرض في ثمانينيات القرن الماضي وكان أحد أبطاله ينتمي لفريق يدعى (فريق النمور) لكرة القدم. لاحظ نفس الاسم!!

– المجموعة التي حاولت دخول كندا كانت تحمل حقيبة بها أدوات تستخدم في الطب الشرعي!! وهذه بالتأكيد كانت ضمن خطة (طمس الأدلة) التي تعقب عملية الاغتيال؛ حيث ستستخدم في تقطيع الجثمان وإذابته في الحمض أو حرقه، وهو ما جعل رجال الأمن الكنديين يتشككون في أعضاء الفريق وبعد إجراء مقابلات معهم رفضوا منحهم تأشيرة دخول البلاد.

– التمسك بتكرار نفس سيناريو اغتيال خاشقجي بنفس التفاصيل رغم فشله وافتضاحه أمام وسائل الإعلام العالمية، وهذا يمنحنا تصورًا عن كيف يفكر #مبس وكيف يخطط له معاونوه!!

– التواصل مع الجبري كان يتم بصورة شخصية بينه وبين ابن سلمان عبر الواتس أب!! وهذا ما لم نعهده مطلقًا في عالم الإجرام خاصة في مثل هذه الجرائم الكبرى، أن يتواصل رئيس العصابة بنفسه مع المغدورين، أو يتولى بنفسه عملية التهديد أو القتل؛ إحدى هذه الرسائل كان يقول فيها ابن سلمان: “بالتأكيد سنصل إليك”. وفعل هذا غالبًا إرضاءً لشهوة التسلط وإشعار نفسه بالقيمة والقدرة على تهديد البشر.

هذا بعض ما كشف عنه الإعلام من تفاصيل مذكرة القضية التي رفعها الجبري أمام القضاء الأمريكي، وسوف تفضح الأيام المقبلة مزيدًا من سطحية وسفاهة هذه العصبة الحاكمة في بلادنا، ولعل وجود مثل هؤلاء على رأس السلطة الآن في المملكة من محاسن الأقدار؛ بحيث تكتب نهاية هذا النظام المستبد على أيديهم، فيفرح المؤمنون بنصر الله.