استعرضت صحيفة إفريقية ما قالت إنه تجارب اقتربت من “الموت المحقق” لمهاجرين من غانا عملوا في السعودية لسنوات.

“صرواح دوفي”، مهاجرة منا غانا تبلغ من العمر 25 عامًا عادت من السعودية، وقالت إنها تحتفظ بصورة قاتمة ومروعة للفظائع التي تتعرض لها العاملات المهاجرات في دول الخليج وخصوصًا في السعودية.

ووفقًا للصحيفة، فإن ذلك الواقع لا يصيب سوى العديد من الفتيات الصغيرات اللواتي يصطفن في صالات المغادرة بمطار كوتوكا الدولي في انتظار القيام بهذه الرحلة إلى المملكة.

وقالت الغانية “مريم أشيتو” وعي عائدة من السعودية عندما جلست على متن طائرة في طريقها إلى المملكة قبل عام، كانت الأفكار التي دارت في ذهنها هي أنها ستحقق أخيرًا حلمها في حياة كريمة.

فقد وُعدت بوظيفة مربحة من قبل وكيلها والتي ستمكنها من نسيان كل معاناتها في الحياة.

وقالت: “لا، لم يكن كذلك”. فقد كانت بعيدة كل البعد عن الحياة الوردية التي وُعدت بها.

وأضافت “آشيتو”: الإحصائيات العالية للعاملات المهاجرات اللواتي يتعرضن لسوء المعاملة والإيذاء من قبل القائمين على رعايتهن في دول الخليج تثبت ذلك.

ووفقًا لوزارة الهجرة في غانا، غادر 16367 غانيًا البلاد إلى منطقة الخليج في عام 2016. وبين نوفمبر 2015 وفبراير 2016، غادر ما يقدر بنحو 5400 غاني البلاد إلى نفس المنطقة. وتشير الأرقام إلى أن حوالي 4100 منهم كانوا من الإناث.

وأظهر التقرير أن الكويت والسعودية كانتا الوجهتين لأكثر من 4000 وجهة، فيما توزع الرقم المتبقي على العراق وقطر ولبنان والإمارات والبحرين وسلطنة عمان

أما ماريا، فقالت إن ساعات العمل الطويلة كانت أقل مشاكلها أثناء عملها في دول الخليج. فقد أكدت أنها تعرضت للتحرش الجنسي كل يوم حتى لم تعد قادرة على تحمله.

وقالت: “كسرت ساقها أثناء محاولتي تجنب اغتصابها من قبل ابن كفيلها”.

وقالت الصحيفة إنه من المفترض أن يحمي القانون المستضعفين بغض النظر عن ولايته القضائية. لكن عندما قابلت مريم الشرطة في السعودية وأخبرتهم بتجربة شبه اغتصاب، أخذوها إلى مركز ترحيل واحتجزوها لمدة شهرين.

ولفتت الصحيفة إلى أن مريم ليست الوحيدة التي تحكي قصة مؤلمة. فهي تجربة لا يحب الكثير من الضحايا مشاركتها.

أما أكوسوا، البالغة من العمر 20 عامًا فقد اعتقدت أن فرصة العمل في المملكة الخليجية ستمكنها من تحقيق حلمها في الوصول إلى التعليم الثانوي.

فقد أجبرها شقيقها على قبول عرض للسفر إلى السعودية وتخلت عن وظيفتها ذات الأجر الجيد في بلادها للشروع في الرحلة. لكن بالنظر إلى الوراء الآن، فإنها تأسف لما حصل لها.

ولفهم سبب عدم رغبتها في التحدث عن تجربتها المظلمة في السعودية، سألتها الصحيفة ما هي الذكريات التي لا تزال تثير فزعها. فأجابت أن سوء المعاملة والانتهاكات تطاردانها والتي عانى منها الكثير منهم على أيدي الكفلاء.

وبسبب عدم قدرتها على تحمل المحنة وساعات طويلة من العمل مع القليل من الطعام، هربت من منزل كفيلها. لكنها بدلاً من ذلك انتهى بها الأمر في يد رجل أراد التحرش بها جنسياً.

وقالت الصحيفة إن هذه هي المعضلة المقلقة التي يمر بها آلاف المهاجرين الغانيين، خاصة في السعودية، بما في ذلك الكويت وقطر والعراق.

وقدرت دراسة أجرتها وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2013 أن عدد الأشخاص الذين يتم الاتجار بهم على أساس سنوي يتراوح بين 600 و800 مليونًا.