MBS metoo

أيهما يأتي أولاً للكيان الصهيوني.. التطبيع مع السعودية أم الحرب ضد إيران؟

سلط رئيس تحرير صحيفة جيروزاليم بوست ياكوف كاتز، الضوء على تزامن التهديدات التي أطلقها رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هيرزي هاليفي لإيران الثلاثاء، ووقوع انفجار غامض في مصنع كيماويات على بعد حوالي 100 كيلومتر غربي طهران.

ووفق الكاتب فعندما قال هاليفي خلال كلمة بمؤتمر هرتسيليا للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران، وردت أنباء عن وقوع الانفجار في إيران، مضيفا أنه حتى لو كان الحدثان غير مرتبطان فإن من الصعب تجاهل التوقيت.

وأضاف كاتز أن ما يصعب تجاهله أيضًا هو تصعيد التهديدات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، فقبل تهديد هاليفي، حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان”)، أهارون حاليفا من احتمال ارتكاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله لخطأ قد يؤدي إلى تفجير المنطقة بأكملها ويقود إلي حرب كبري.

وقال حاليفا إن “نصر الله، وبعد 17 عاما منذ الخطيئة التي ارتكبها في 2006، يقترب جدا من ارتكاب خطيئة قد تؤدي في المنطقة إلى حرب كبرى، ويقرب هذه الخطيئة من لبنان ومن سوريا”.

ولفت الكاتب إلي أنه بنا على تهديد رئيس الأركان الإسرائيلي وتحذير رئيس أمان يكون هناك انطباع بأن الصراع يختمر بسرعة تحت السطح وينتظر فقط اندلاعه، لكن في المقابل ما يجرى على الأرض الواقع هو إطلاق ضباط الجيش الإسرائيلي حملة علاقات عامة لضمان عدم نشوب حرب مع إيران أو وكلائها بالمنطقة.

 

حرب صهيونية – إيرانية

رأي كاتز أنه ليس هناك شك في أن ثمة صدامًا صريحًا ومباشرًا سيحدث يومًا ما بين إسرائيل وإيران، ويمكن أن يكون ذلك بسبب البرنامج النووي الإيراني، أو ضربة إسرائيلية على سوريا وقررت طهران الانتقام.

ولفت إلى أن إيران لديها حساب مفتوح مع إسرائيل نتيجة قائمة طويلة من القتلى على يد الأخيرة (معظمهم في سوريا) في السنوات الأخيرة، وقد حاولت إيران في الماضي الانتقام لقتلاها.

وعقب أن أي هجوم إيراني ناجح سيجبر إسرائيل على الرد، وقد لا يقتصر مثل هذا الرد على سوريا. وينطبق الشيء نفسه على حزب الله.

فعندما تسلل عضو في حزب الله المدعومة من إيران إلى إسرائيل في مارس/أذار وفجر عبوة ناسفة كبيرة، لحسن الحظ أصيب شخص واحد فقط، ولكن تخيل أنها فعلت أكثر من ذلك بكثير.

وبحسب الكاتب فإن جميع الأطراف في الوقت الراهن، تحسب بدقة ما ستقوم به، ولا يوجد داخل الاستخبارات العسكرية أدلة قوية تشير إلى إيران سوف تشن هجوما بقنبلة نووية خلال الأسابيع المقبلة أو حزب الله على وشك غزو إسرائيل.

 

التطبيع الصهيوني – السعودي

أفادت تقارير إسرائيلية الإثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمتين هاتفيتين في الأسابيع الأخيرة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وقيل إن الاتصالات جرت عن طريق وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الذي تقيم إسرائيل بالفعل علاقات دبلوماسية مع بلاده بموجب اتفاقيات أبراهام 2020.

وذكر الكاتب أن الأنباء عن اتصال نتنياهو بولي العهد السعودي لم تكن مفاجئة – فقد زار نتنياهو السعودية في نهاية عام 2020 والتقى بن سلمان بحضور وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو.

وبينما قيل إن نتنياهو وبن سلمان ركزا على اتصالهما على طلب إسرائيلي للسماح للعرب الإسرائيليين للسفر مباشرة من إسرائيل إلى السعودية للحج، لكن هناك أمل في المزيد.

وذكر الكاتب أنه ثمة شعور سائد في إسرائيل في الوقت الحالي بأن هناك نافذة مدتها عام تقريبًا لإنهاء صفقة التطبيع الإسرائيلي السعودي، مشيرا إلى أن السبب في ذلك ليس لشيء ما في الرياض أو تل أبيب؛ بل بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

وقال كاتز أنه كما يظهر من الاتصالات الهاتفية بين القادة الإسرائيليين والسعوديين فإن هناك علاقات اقتصادية وأمنية وحتى تنسيق دبلوماسي يجري وراء الكواليس.

 

بديل أفضل

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل يمكن تعميق تلك العلاقات؟ والجواب هو نعم بالطبع، ولكن في الوقت الحالي، فإن السؤال يتعلق أكثر بالخطوة الكبيرة التي يجب اتخاذها نحو التطبيع الكامل.

ورأي أن مفتاح الباب نحو التطبيع الكامل بين الرياض وتل أبيب موجود في واشنطن، فقد شعرت السعودية ببرودة في علاقاتها مع واشنطن منذ انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن رئيسًا.

وتسبب التباعد يبن واشنطن والرياض في تمكين بكين الصين من إقحام نفسها في المنطقة والتوسط في التقارب بين السعودية وإيران، وهو أمر لم يكن ليحدث في الماضي.

لكن الرسالة من الوساطة الصينية بين الرياض وطهران سمع صداها في واشنطن وتبعها إجراءات وعمل، وهناك سفير جديد في الرياض خدم في تل أبيب قبل بضع سنوات فقطـ، كما زار الرياض مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مؤخرًا وتحدث علنًا عن رغبة الإدارة في رؤية التطبيع الإسرائيلي السعودي يحدث.

للمضي قدمًا في تطبيع علاقتها مع إسرائيل، تريد السعودية الحصول على بعض الفوائد من الولايات المتحدة ويتمثل ذلك في مبيعات الأسلحة، وضمانات أمنية، وحتى برنامج نووي مدني مع القدرة على استخراج اليورانيوم وتخصيبه محليًا.

وذكر الكاتب أن الدبلوماسيين الأمريكيين لا يخفون أن القرار بشأن المطالب السعودية يجب أن يتخذه بايدن، وأنه سيعتمد على أكثر من مجرد علاقات الولايات المتحدة مع محمد بن سلمان.

وأضاف أن صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية ستكون بمثابة فوز كبير لنتنياهو، هل يريد بايدن أن يمنحه ذلك الآن؟ لا سيما أنه ما زال يشعر بالاستياء نحو ونحو حكومته ولم يقم بدعوته حتى إلى البيت الأبيض رغم مرور عدة أشهر على توليه منصبه.

لكن في المقابل، فإن بايدن يحتاج يدخل الانتخابات الأمريكية متسلحا بإبرام تطبيع بين السعودية وإسرائيل فحتي الآن لا يبدو سجله في الشرق الأوسط جيدا رائعًا، بالنظر إلى الانسحاب المتسرع في أفغانستان ودور الصين المتنامي في المنطقة.

ولذا فإن التوسط في صفقة بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن يمنح الرئيس بايدن فوزًا كبيرًا يمكن أن يساعد في مسار حملته الانتخابية. من جانبه يفعل نتنياهو كل ما في وسعه لدفع التطبيع مع السعودية للإمام، لأنه ستكون بمثابة انتصار كبير له.

وخلص كاتز أن صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيكون لها القدرة على تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، ومع تحذير كبار ضباط الجيش الإسرائيلي من احتمال نشوب حرب، فإن صفقة التطبيع ستكون بديلاً أفضل.

Exit mobile version