بعد مرور أحد عشر يوماً على أكبر تهديد تعرضت له حليفتها في الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتدخل لحماية السعودية، وإرسال قوة دفاعية للمملكة.

هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية بالسعودية (واس)، موضحة أن ولي العهد محمد بن سلمان بحث في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مساء الأربعاء (25 سبتمبر الجاري)، ترتيبات إرسال قوات أمريكية دفاعية إلى المملكة.

وتطرق الاتصال بين الجانبين إلى “الترتيبات الجارية لإرسال قوات أمريكية ذات طبيعة دفاعية”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي إن بلاده ستعمل كل ما هو ضروري لمساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها، مؤكداً أن “سياسة إيران العدائية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة لا بد من كبحها”.

من جانب آخر أشاد وزير الدفاع الأمريكي بانضمام المملكة إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، ودورها في المساهمة في حفظ أمن الملاحة والتجارة العالمية.

وفي 14 سبتمبر الجاري، أي قبل تأكيد الوزير الأمريكي إرسال دعم عسكري للسعودية، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لشركة “أرامكو”، عقب استهدافهما بضربة جوية، تبنتها مليشيا “الحوثي” اليمنية.

واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، إيران بالوقوف وراء الهجوم، مقابل نفي طهران لذلك.

 

تلويح ترامب للسعودية بالدفع

الاتفاق الذي جرى بين محمد بن سلمان ومارك إسبر جاء بعد ثمانية أيام من تصريح واضح للرئيس الأمريكي دونالد تارمب، يلوح فيه للسعودية بأن تدفع المال في مقابل مساعدتها عسكرياً للدفاع عن نفسها.

ففي 17 سبتمبر الجاري، أي بعد ثلاثة أيام من استهداف شركة أرامكو، ألمح ترامب، خلال حديثه للصحفيين بالبيت الأبيض، إلى احتمال تورط إيران في هجوم أرامكو، مستبعداً خوض حرب معها رغم امتلاك بلاده أقوى الجيوش.

وأضاف ترامب: “أعتقد أن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا فإنه يقع على عاتقها أيضاً أن تدفع قدراً كبيراً من المال، وأعتقد أيضاً أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيداً”.

 

شعار ترامب.. “على السعودية أن تدفع”

تصريحات ترامب حول دفع السعودية المال لبلاده أصبح كالشعار يردده في مناسبات عديدة، حيث يخرج بين الحين والآخر بتصريحات مثيرة حول الحماية التي توفرها بلاده لدول الخليج مقابل المال.

وكان آخر التصريحات التي أدلى بها في شهر أبريل الماضي، عن حماية بلاده للسعودية، حيث قال في خطاب أمام تجمع لأنصاره في ولاية فلوريدا: “إن دولاً مثل السعودية غنية جداً، وليس لديها شيء سوى المال، فأعتقد أن بإمكانهم دفع المال مقابل الدفاع عنهم”.

وتابع: “هناك الكثير من الدول التي ندافع عنها، وليس من العدل أن يدفعوا ثمناً قليلاً، ولكنهم سيدفعون، فهم يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار، من بلادنا”.

وأضاف: “نحن ندافع عن الكثير من الدول الغنية، وهم لا يحترموننا حتى، بصراحة حينما أطلب منهم يدهشون ويقولون إنه لم يسبق أن طلب منهم ذلك (..) لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي، فهم أذكياء، ولكنك يمكنك أن تشعر بذلك من نظرتهم”.

 

السعودية أكبر سوق للسلاح الأمريكي

في السنوات القليلة الماضية أصبحت السعودية سوقاً مهمة للسلاح جعلت الولايات المتحدة المصدر الأول للصناعات العسكرية.

وفي مارس الماضي، أعلن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) أن واردات الأسلحة إلى دول منطقة الشرق الأوسط زادت بنسبة 87% خلال السنوات العشر الماضية.

وأضاف المعهد، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن مبيعات الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط مثّلت 35% من حجم تجارة السلاح في العالم خلال السنوات الخمس الماضية.

وبحسب المعهد فإن السعودية أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم بين 2014- 2018، بزيادة نسبتها 192%، مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقتها (2009 – 2013).

ووفق تقرير لمعهد “سيبري” لأبحاث السلام، صدر في 11 مارس 2018، احتلت أمريكا المركز الأول لأكبر مصدري السلاح في العالم، واستأثرت السعودية بالمركز الأول بين مستوردي السلاح.

يقول التقرير إن الولايات المتحدة صدَّرت أكثر من ثلث الأسلحة العالمية خلال السنوات الخمس الماضية؛ مما يعزز دورها كأكبر بائع للأسلحة في العالم.

وقدر معهد “سيبري” السويدي في آخر تقرير له حول عمليات تصدير الأسلحة العالمية، أن الحجم العالمي لعمليات تصدير الأسلحة زاد قرابة 8% بين 2014- 2018 مقارنة بالفترة 2009- 2013، واستحوذت الولايات المتحدة على 36% من مبيعات الأسلحة العالمية خلال هذه الفترة، مقابل 30% بين 2009-2013.

وذكر “سيبري” أن الولايات المتحدة باعت أسلحة إلى ما لا يقل عن 98 دولة، أكثر بكثير من أي مورد رئيسي آخر، تضمنت “أسلحة متقدمة مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ قصيرة المدى والصواريخ الباليستية وعدد كبير من القنابل الموجهة”.

التقرير أوضح أن أكثر من نصف المبيعات الأمريكية ذهبت إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث حصلت المملكة العربية السعودية وحدها على 22% من إجمالي المبيعات الأمريكية؛ ما يجعلها السوق الأكثر أهمية بالنسبة لأمريكا.

وكانت السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال هذه الفترة، حيث استحوذت على 12% من الواردات العالمية.