احتفى ناشطون على تويتر، بتأكيد جهات حقوقية نبأ الإفراج عن الناشطتين السعوديتين، سمر بدوي ونسيمة السادة، بعد انتهاء محكوميتهما، مطالبين بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي في السجون وإيقاف تنفيذ أحكام الإعدام بالمملكة.

وبارك الناشطون لهن، عبر مشاركتهم في وسمي “#سمر_بدوي_حرة”، “#نسيمة_السادة_حرة”، وتمنوا العقبى لباقي المعتقلين بالمملكة من رجال ونساء، مطالبين بالحرية الكاملة لهم بدون شروط وقيود، والتوقف عن اعتقال أصحاب الرأي على خلفية أنشطتهم.

وأكدوا أن الفرحة بخروج المعتقلين والمعتقلات لن تكتمل إلا بالقصاص ممن ظلمهم وعرضهم للملاحقة والحبس والتعذيب والانتهاك لحقوقهم لمجرد مطالباتهم بحقوقهم واختلاف في الرأي معهم وإخراس أصواتهم.

 

حرات قويات

وأجمع الناشطون على أن سمر ونسيمة خرجتا حرات قويات رغم ما فعله سجانهما بهما، متسائلين عما استفاده النظام باعتقالهن وتغييبهن في السجون كل هذه المدة، غير سوء سمعة المملكة على المستوى الحقوقي وإيذاء عائلات بما فيها أطفال بتغيب الأمهات.

وفي تغريدة لها 27 يونيو/حزيران 2021، أعلنت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان، خبر الإفراج عن الناشطتين الحقوقيتين البارزتين “بدوي” و”السادة” بعد انتهاء محكوميتهما.

وبحسب المنظمة، كانت السلطات السعودية اعتقلت بدوي فجر 30 يوليو/تموز 2018، إثر مداهمة منزلها، وأحالتها إلى أماكن اعتقال تابعة لرئاسة أمن الدولة، جراء دفاعها السلمي عن حقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن اعتقالها ضمن حملة واسعة بدأتها السلطات السعودية في مايو/أيار 2018، وطالت ناشطات وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، بينهم المدربة الحقوقية نسيمة السادة.

ولفتت المنظمة إلى أن بدوي والسادة عرفتا بدفاعهما المستمر عن حقوق الإنسان، وكانتا في 2011 من الأوائل الذين رفعوا قضية تطالب بالسماح للنساء بالتصويت في الانتخابات البلدية والمشاركة فيها، وهو ما تحقق في الربع الأخير من العام نفسه.

وأوضحت أنهما شاركتا في حملات المطالبة بإنهاء حظر قيادة النساء للسيارة، وعملت بدوي على تفنيد قوانين الولاية التي تتيح لولي أمر المرأة البالغة أن يقيد حريتها في التنقل والزواج من بين أشياء أخرى، وقامت “السادة” بتدريب عدد من الشبان في مجال حقوق الإنسان.

كما حازت بدوي على “الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة” لعام 2012 و”جائزة هرانت دينك الدولية” في 2015، لصوتها الرائد في مجال الدفاع عن حقوق المرأة واضطهاد المدافعين عن حقوق الإنسان.

وبحسب المنظمة فقد تعرضت بدوي لاستهداف من السلطات السعودية ومضايقات على مر السنوات، حيث فرض عليها منع من السفر في ديسمبر/كانون الأول 2014 بعد أشهر من ذهابها إلى “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” في مدينة جنيف السويسرية.

وتحدثت سمر في المجلس عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية ومنها قضية زوجها السابق الحقوقي وليد أبو الخير، الذي يقضي في السجن حكما لمدة 15 سنة، بسبب عمله في الدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان في السعودية.

 

مباركات وتهان

وتوالت عبر تويتر، المباركات لبدوي والسادة بالإفراج عنهما، مذكرين ببعض ما تعرضتا له من تعذيب وانتهاك لحقوقهما منذ بداية اعتقالهما وحتى الإفراج عنهما.

وبارك الأمين العام لحزب التجمع الوطني، يحيى عسيري، خروج بدوي والسادة، قائلا: “كل ما تعرضتا له من اعتقال تعسفي وإخفاء قسري وتعذيب وانفرادي وبعد عن الأهل وقهر، كان بسبب نشاط حقوقي كريم يطالب بحقوق مشروعة للشعب، منتهكة من السلطة”.

ووصف عسيري ذلك بأنه “ظلم متراكم على شعبنا ومن يدافع عن حقه”.

وقال الناشط الحقوقي زهير الهناهي: “بعد قرابة 4 سنوات من الاعتقال في السجون السعودية تأتي اليوم الأخبار السارة التي تفيد بأن بدوي حرة والسادة حرة”.

وأضاف: “الحمد لله الإفراج عن هاتين العظيمتين بعد أن تم اعتقالهما في 2018 بسبب عملهما في الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية وعقبال البقية”.

 

تحية للصمود

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بخبر الإفراج عن سمر ونسيمة، وحيوا صمودهم وثباتهم، واستنكروا غياب الأصوات النسوية المطالبة بالحرية لباقي المعتقلات في سجون آل سعود.

وندد المغرد أبو مهدي، بغياب التضامن مع سمر ونسيمة وضعف مباركات حصولهما على حريتهما، متسائلا: “أين النسوية أم لا يعنيهم الأمر؟!”.

ولفت إلى أن “بعض النساء لا زالت من معتقلي الرأي في السجون تنتظرن إذن الحرية”، متعجبا بالقول: “لم نسمع لكم صوت لأجلهن!”.

ونشرت المغردة ميهانا، صورة تجمع سمر ونسيمة، مثنية على صمودهما وثباتهما في السجن، قائلة إنه “يدرس؛ لأنهما رغم كل الألم والعذاب صبرتا وتحملتا واليوم نفرح بخروجهما مرفوعتي الرأس غصب عن الي ما يرضى”.

وتمنى ناشطون أن تستكمل الناشطتان الحصول على باقي حقوقهما، وتتواصل عمليات الإفراج عن جميع المعتقلين والمعتقلات.

وأشار رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي، عبدالله العودة، إلى أن الإفراج عن الناشطة بدوي تم بعد معاناة شديدة، متمنيا رفع المنع عن السفر لها ولجميع المعتقلين ويفرج عنهم جميعا.

وقالت المغردة أصيل: “عقبال إسراء الغمغام، فاطمة آل نصيف، مرام، مها الرفيدي، لجين، نازا، لينا الشريف، لايونس، لدن، أسماء السبيعي والجميع، حريتكن حتمية يا عظيمات”.

وسألت المغردة إبرار سيمن، الله أن يفرج عن جميع المعتقلين والمعتقلات.

 

القصاص والمحاسبة

وتوعد ناشطون بالقصاص للمعتقلين من النظام السعودي ومحاسبته على سياسته في اعتقال أصحاب الرأي والزج بهم في السجون وتعذيبهم.

وقالت الناشطة علياء الهذلول: “جدا مبسوطة لعودة نسيمة وسمر لبيوتهما. لا أتخيل لحظة لقائهما بأطفالهما”، داعية بتفريج الهم عن كل مظلوم.

وحذرت من أن “الظالم سيأخذ جزاءه ولو بعد حين، بفضل شجاعة مواطنين صالحين مؤمنين بضرورة وضع حد لعبثية السلطة المطلقة”.

وبارك المعارض عبد الله الغامدي خروج سمر ونسيمة من سجون آل سعود، حامدا الله على سلامتهما والفال لباقي المعتقلين والمعتقلات.

وذكر الشعب أن حملة اعتقال النشطاء ومن يطالبون بحقوق الشعب “مازالت مستمرة”، قائلا: إن “المعركة لن تنتهي بعد والفرحة لن تكتمل إلا بخروج كل المعتقلين والاقتصاص لهم ممن ظلمهم”.

وقالت المغردة شدة: “لن يهدأ لنا بال حتى نحاسب المسؤولين عن سياسات النظام في ممارسته التعذيب الممنهج بشتى أنواعه ضد المعتقلات تعسفيا ومحاسبتهم على الاعتقال التعسفي بذاته”.