حذر تقرير نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، من خطر يهدد حياة الأميرة السعودية المعتقلة “بسمة بنت سعود”.

ونقل التقرير عن مقربين من العائلة قولهم: “لا نعرف إن كانت ميتة أو على قيد الحياة، فنحن لا نعرف في الحقيقة ما جرى لها”.

وذكر التقرير أن أقارب الأميرة المعتقلة في سجن الحائر بالرياض، قلقون على وضعها الصحي بعدما اكتشفت حالات كورونا في السجن، ولا يعرفون شيئا عن وضعها الصحي بعدما قطعت الاتصالات معها منذ شهرين.

وكانت الأميرة “بسمة” (56 عاما)، سيدة الأعمال وحفيدة مؤسس المملكة “عبدالعزيز آل سعود”، قد اعتقلت من بيتها في جدة في شهر مارس/آذار، واعتقلت مع ابنتها “سهود الشريف” (28 عاما).

وتقول الشبكة إنها لم تستطع التأكد من ظروف اختفاء الأميرة أو سجنها، حيث رفضت السلطات السعودية التعليق على حالتها.

وكانت الأميرة من الداعيات لتقوية وضع المرأة في السعودية وتعزيز موقعها في مجال الأعمال، إلا أن المصدر المقرب منها يعتقد أن مطالبها بإرث والدها ربما كان من الأسباب التي دعت لاعتقالها.

وأضافت الشبكة أن المملكة عملت في السنوات الماضية على تحسين صورتها في الخارج واستجلاب الاستثمارات الأجنبية، ولكن الحملة تأثرت من خلال جريمة قتل الصحفي “جمال خاشقجي” الشنيعة التي أشار تحقيق للأمم المتحدة إلى تورط ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” بها.

وكان للأميرة خلال العام الماضي اتصال محدود مع أقاربها عبر الزيارات والاتصالات الهاتفية، ولكن لم يتم الكشف عما حدث لها إلا في أبريل/نيسان.

ففي ذلك الشهر، وبعد عام على اعتقالها نشرت عددا من التغريدات في حساب لها، تم حذفها لاحقا ناشدت فيها العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وولي عهده الإفراج عنها من سجن الحائر.

وقام الفريق العامل معها بنشر التغريدات لإثارة الإنتباه حول وضعها. وقالت إنها اعتقلت دون توجيه تهم لها وأن حالتها الصحية في تدهور مستمر.

وقبل نشر التغريدات كانت الأميرة في وضع صحي سيء وغير قادرة للحديث مع عائلتها عبر الهاتف، كما المصدر المقرب منها، وظلت الاتصالات محدودة لابنتها المعتقلة معها.

وقال المصدر: “كانت في وضع سيء” وكانت لا تستطيع تناول الطعام. وفي منتصف أبريل/نيسان وبعد التغريدات الأولى تم قطع الاتصالات عن ابنتها. وبدون تواصل معها خاف المقربون منها على صحتها وأنها في وضع سيء.

ومنذ اعتقالها العام الماضي لم يسمح للأميرة “بسمة” بزيارات من الطبيب، ولكنها نقلت إلى المستشفى عدة مرات. ولا يعرف وضع الأميرة الصحي، لكن المصدر المقرب قال إنه تم استئصال جزء من القولون في العملية الأخيرة التي أجريت لها.

ولا تزال الظروف المحيطة باعتقال الأميرة غامضة، حيث تخطط لتلقي العلاج في الوقت الذي اعتقلت فيه، واتهمت بالسفر من خلال جواز سفر مزور، حسب المصدر. مضيفا أنه تم إسقاط التهم، لكن تم التحفظ عليها في السجن.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أعضاء في العائلة المالكة، ففي عام 2017 احتجز “بن سلمان” مئات رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين في فندق ريتز كارلتون بالرياض وأجبرهم على التخلي عن جزء من أرصدتهم مقابل الإفراج عنهم.

ونُقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن ولي العهد وضع أمه تحت الإقامة الجبرية.

وقال نائب مدير وحدة الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية “آدم كوجل”: “في السعودية اليوم لا أحد آمن من أجهزة قمع الدولة حتى  أفراد العائلة الذين يخرجون عن الخط”.

وأضاف: “أنفقت القيادة السعودية أموالا طائلة وجهودا لتسويق نفسها دوليا وتم تقويض كل هذا بالاعتقالات المستمرة للمعارضين والخرق الصارخ للإجراءات القانونية”.