كشفت مصادر عبرية وغربية عن خلافات نشبت بين السعودية والإمارات حول كيفية الرد على هجمات إيران التخريبية التي استهدفت ناقلات نفط في الخليج مؤخراً.

وذكر التلفزيون الإسرائيلي الرسمي “كان”، في وقت متأخر من أمس الأربعاء، نقلاً عن مصادر استخباراتية، أنه “في الوقت الذي كانت السعودية معنيَّة فيه بأن تقْدم الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية قوية إلى الأهداف الإيرانية، فإن الإمارات طالبت بمحاولة التوصل إلى حلٍّ سياسي ودبلوماسي للأزمة”.

ولفتت المصادر إلى أن السلطات السعودية طالبت الولايات المتحدة بالرد، ليس فقط على استهداف ناقلات النفط، بل أيضاً على العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون في عمق الأراضي السعودية.

وأشارت المصادر إلى أن كل المؤشرات تدل على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفضل الخيار الدبلوماسي في التعامل مع إيران، إلى جانب مواصلة فرض العقوبات الاقتصادية.

وبينت بحسب ما نقلته صحيفة “العربي الجديد”، أن الخلاف بين أبوظبي والرياض حول التعامل مع طهران فاجأ الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لافة إلى أنه عند اختبار النتائج تبين أن سلوك ترامب ينسجم مع التوجهات الإماراتية.

من جانب آخر، زعمت المصادر أن إيران فوجئت بإقدام إدارة ترامب على فرض مزيد من العقوبات عليها، مشيرة إلى أن العقوبات تركت آثاراً عميقة على الاقتصاد والمجتمع الإيراني.

وأكدت المصادر أن السلوك الإيراني وإصرار طهران على المبادرة بالرد بشن عمليات هجومية، مثل استهداف ناقلات النفط، مثَّلا أيضاً مفاجأة لكثيرين.

جديرٌ بالذكر أن منطقة الخليج العربي تشهد توتراً متصاعداً بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى؛ من جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها المنصوص عليها في البرنامج النووي (المبرم في 2015)؛ على أثر انسحاب واشنطن منه، وكذلك اتهام سعودي لإيران باستهداف منشآت لها من خلال جماعة الحوثي اليمنية.

وتصاعد التوتر بعد هجمات، في الأسابيع القليلة الماضية، على ناقلات نفط بالخليج، اتهمت الولايات المتحدة إيران بتدبيرها، وكذلك إسقاط طائرة أمريكية مسيَّرة، الأسبوع الماضي، وهجمات متكررة يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران على مطارات ومنشآت نفط سعودية.

ووسط تهديدات إيرانية مستمرة باستهداف مصالح أمريكا وحلفائها في حال نشوء حرب، لجأت أبوظبي إلى تخفيف لهجتها وتهدئة الغضب الإيراني، حيث بدأت سحب قواتها التي تحارب مليشيا الحوثي التي تدعمها طهران في اليمن، كما دعت عدة مرات إلى حلول دبلوماسية مع إيران.