نشرت صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأحد تحقيقا بعنوان “الأمير الدموي يسعى لترميم صورته في ألمانيا”، وكشفت عن جماعة ضغط تعمل لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بهدف تحسين صورته أمام الرأي العام الألماني.

وذكرت الصحيفة أن شركة “دبيلو أم بي” للاستشارات تعمل مع السفارة السعودية منذ عام 2015، وأنها بدأت منذ عام 2017 العمل لصالح الحكومة السعودية لمنع انتشار آراء سلبية في ألمانيا عن الأسرة السعودية المالكة، وأن الشركة استطاعت التأثير على بعض محرري شؤون منطقة الشرق الأوسط في الصحافة الألمانية.

واستندت الصحيفة إلى وثيقة سرية من خمسين صفحة تكشف إستراتيجيات اللوبي الذي يعمل لصالح محمد بن سلمان، وقالت إن الوثيقة تفضح قيام جماعة الضغط بنسج شبكات علاقات عامة مع صناع الرأي في ألمانيا، بما في ذلك صحف فرانكفورتر ألغماينه وزود توتشه وفيلت ونوي زيوريخ، وحتى مع رئيس تحرير سابق لصحيفة بيلد نفسها التي نشرت التقرير.

وبحسب التحقيق، تمكنت الشركة من اعتماد لغة “انتقائية” والتلاعب في سياقات التحرير بتلك الصحف لتبدو تغطياتها للشأن السعودي إيجابية، حيث تصل تلك المقالات إلى أكثر من 38 مليون قارئ.

وعملت شركة الاستشارات الألمانية على نسج علاقات مع السياسيين الجدد والمستشارين المخضرمين في كل حكومة اتحادية جديدة لتحقيق مصالح السعودية، ومن المرجح أنها اتصلت أيضا بالرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير.

وأضافت صحيفة بيلد أم زونتاغ أن محمد بن سلمان كان يظهر مؤيدا للتجديد والحداثة في بلاده، “لكنه اليوم تحول إلى شخصية يداها ملطختان بالدماء، تُجوّع الأطفال وتمارس العنف على معارضيها وتقتلهم بوحشية”.

اعتراف الشركة
بدوره، قال صاحب شركة “دبيلو أم بي” مايكل إيناكر إنهم “لم يقوموا بشيء خاطئ”، مضيفا “نحن في الأساس لا نعمل مع الأشخاص، وإنما نقدم التوصيات للشركات أو الأشخاص المهتمين بالمنطقة”.

واعترف إيناكر بمواصلة شركته التعامل مع السعودية حتى بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واعتبر أن قتله جريمة ينبغي الكشف عن ملابساتها.

وتتباهى الشركة بأن نفوذها لا يقتصر على وسائل الإعلام، بل لديها اتصالات بديوان المستشارية والرئاسة الألمانية ووزارات، وأيضا اتحاد كرة القدم الألماني وشركات ألمانية كبرى.

وتنشر الشركة على موقعها كلمة لفريدريك ميرز المرشح الأكثر حظا في خلافة المستشارة أنجيلا ميركل، والذي امتدح الشركة بقوله إنها تتمتع بكفاءة عالية وهي مثال تعلم منه الكثير من رجال الأعمال.