طالب ناشطون على تويتر، بمحاسبة مشاهير سعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “سناب شات”، بعد تداول مقطع فيديو لحفل مختلط قيل إنه مقام بالعاصمة الرياض، يظهر فيه عارض الأزياء السعودي زياد المسفر وهو يرسم على وجهه ويصور راقصات أجنبيات.

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسم #انفلات_مشاهير_بالسعودية، مشاهد “عري وإسفاف واستعراض” لفرق رقص أجنبية، في مخالفة للأعراف السعودية والعادات والتقاليد، واعتبره الناشطون “انحلالا أخلاقيا”.

وهاجم ناشطون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتهموه بدعم هذا النوع من الانفلات الأخلاقي، مستنكرين إقرار منع مكبرات الصوت في الصلاة مقابل السماح بإقامة مثل هذه الحفلات وفرضها على المجتمع.

وأعربوا عن أسفهم من قوة الأجهزة الأمنية في تطبيق القوانين والقرارات الصارمة على منع مكبرات الصوت بالمساجد مقابل تقاعسها في ردع المخالفين للأخلاق والناشرين للانحلال.

وتهكموا على محاولات البعض الاستغاثة بالجهات الأمنية ومطالبتها بضبط المشاركين في الحفلات ومحاسبتهم على اختراقهم القوانين ونشر الانحلال بالمخالفة لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سبق أن قال “لا مكان بيننا للانحلال”.

وأكد ناشطون أن المشاركين في الحفل لن يتم القبض عليهم لأنهم يسيرون وفق خطط ولي العهد المقننة للانحلال الأخلاقي، مجمعين على أن ما حدث تعد على القوانين والشريعة الإسلامية ومخالف للذوق العام.

 

بالون اختبار

وأكد ناشطون أن المشاهد المتداولة ليست حالة منفصلة عن رؤية الانفتاح التي غذاها رئيس مجلس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ بأوامر من ابن سلمان، واعتبروها “بالون اختبار” لمدى تقبل المجتمع لهذه الأنواع من الانفتاح على الغرب ونقل ثقافتهم للمجتمع السعودي وفرضها عليه.

وتساءل الصحفي المعارض تركي الشلهوب: “هل تظنون أن مشاهير الفلس يفعلون ذلك تجاوزا؟”، وأقسم قائلا: “لا والله هم موجهون ومسموح لهم بذلك، الفاسد المفسد ابن سلمان يريدها هكذا، وهؤلاء مجرد بالونات اختبار، كل فترة يطلق بالونا لقياس الرأي العام”.

وكتب المغرد نهار محمد: “هذا الانفلات ممنهج ونحن نعلم من يقف خلفه”، متسائلا: “متى يتم انتشال بلادنا من أيديهم؟”.

وسخرت الكاتبة نورة الحربي، قائلة إن “الإسلام الوسطي عند ابن سلمان: حفلات الانحلال وانفلات المشاهير في السعودية الصاخبة بديلا عن مكبرات الصلاة بالمساجد”.

 

قرارات انتقائية

وأعرب ناشطون عن غضبهم من فرض إجراءات صارمة على الصلوات ومنع مكبرات الصوت وتقليل وقتها بزعم اتباع الإجراءات الاحترازية في ظل انتشار كورونا، بالمقابل يسمح بإقامة الحفلات واستخدام المعازف والموسيقى الصاخبة وإتاحة الفرص لفرق غربية للتربح من السعوديين.

وقال أحد المغردين: “الصلاة تختصر بالوقت 30 دقيقة بدون صوت وبدون مكبرات، وتشديد على الإجراءات الاحترازية، أما الصياعة حفلات تمتد لساعات تنقل على القنوات والمكرفونات، واختلاط بنات وعيال ورقاصات دون رقيب أو حسيب”، متسائلا: “من المسؤول عن تبديل ديننا؟”.

وتهكم مغرد يدعى خالد قائلا: “الإخوان الذين تحمسوا وأظهروا لنا فتاوى بعض العلماء بخصوص مكبرات الصوت في المساجد، تحمسوا شوي وأظهروا لنا فتاوي العلماء بشأن ما شاهدناه من قذارة أخلاقية إذا كنتم فعلا تعتبرونها قذارة ولا ترضونها”.

 

مطالبات بالمحاسبة

وتبنى ناشطون مطالبات بمحاسبة المشاركين في الحفل والمروجين له على حساباتهم الشخصية.

وناشدت إحدى المغردات الحساب الرسمي الخاص بتطبيق #كلنا_أمن لخدمة البلاغات الأمنية، قائلة لهم: “شوفوا المقاطع شي يغبن صراحة، في المساجد تباعد وعدد محدد وبلا مكبرات، وحفلات المشاهير اختلاط وتجاوز للعدد المحدد وانحلال.. وين كلام الملك سلمان لا مكان بيننا للانحلال، وينكم من تصرفات المشاهير المسيئة لنا كبلد مسلم محافظ”.

 

تغييب الدعاة

وذكر ناشطون بعلماء وإصلاحيين ودعاة اعتقلهم ولي العهد لتحذيرهم من وصول البلاد إلى هذه الحال في ظل تطبيق رؤيته الانفتاحية، وكان اعتقالهم ثمنا لمعارضتهم تطبيق الرؤية أو تحذيرهم المجتمع من خطورتها.

وقال المغرد عبدالله: إن “الحفل غير مستغرب”، متسائلا: “أين صالح آل طالب، ناصر العمر، عبدالعزيز الفوزان، عبدالعزيز الطريفي، سعد البريك، عمر المقبل، خالد الغامدي وغيرهم”.

وأشار سلطان الحربي، إلى أن “مانراه اليوم من تصرفات دخيلة على مجتمعنا حذر منها عبدالله الفوزان منذ سنوات”، قائلا: “هذا ما جنيناه من مشاهير الفلس”.

فيما قال صاحب حساب “مواطن صالح”: “طالما ابن سلمان موجود فتوقعوا أن تروا ماهو أعظم وأشد.. منذ بداية توليه لولاية العهد لم نر في السعودية إلا الفتن والمنكرات منتشرة في كل مكان ومحاربته لمشايخ الحق مثل الطريفي وسلمان العودة وغيرهم فك الله أسرهم، أقل ما تقومون اتجاهه هو الدعاء”.