خاص: تسبب القبض على المستثمر العقاري الملياردير الأمريكي، توم باراك، الذي يعد أحد أكبر جامعي الأموال بحملة “ترامب” الانتخابية، بتهمة الاحتيال المالي، والعمل كوكيل غير مسجل لدولتي السعودية والإمارات العربية المتحدة، في فضيحة مالية جديدة انفجرت في وجه الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” الذي كان يعد نفسه من الآن للانتخابات الرئاسية القادمة في 2025.

وأوضح تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه بسبب هذه الفضيحة “يجب أن تخضع تعاملات ترامب مع السعودية والإمارات للتحقيق بدقة مثل علاقة إدارته بروسيا”.

تفضيل “ترامب” للخليج عن الاتفاق الإيراني:

قالت “نيويورك تايمز” إنه “طوال فترة رئاسته، لم يكن بإمكان ترامب أن يكون حليفًا أكثر ملاءمة للسعودية والإمارات، التي كان ولي عهدها، محمد بن سلمان، من رعايا الأمير محمد بن زايد”.

وأضافت الصحيفة أنه “كانت أول رحلة خارجية لترامب إلى المملكة العربية السعودية، ممزقًا بذلك الصفقة الإيرانية التي كرهها زعماء دول الخليج العربية”.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه “من بين عشرة حالات نقض رئاسية لترامب، تناولت خمسة منها قضايا للإمارات والسعودية. والأهم من ذلك، أنه تجاوز محاولة الكونغرس لإنهاء التدخل العسكري الأمريكي في اليمن، حيث كانت السعودية والإمارات تقاتلان في جانب واحد من حرب أهلية وحشية”.

وتابعت “نيويورك تايمز بقولها: “وفقًا لكتاب بوب وودوارد “الغضب”، تفاخر ترامب بأنه “أنقذ” ولي العهد السعودي بعد أن أثار مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي غضبًا واسع النطاق”.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن سبب تفضيل “ترامب” لأمراء وملوك الخليج هو حبه للطغاة المبهرجين، على حد قولها، وكذلك للأموال التي دفعتها كل من السعودية والإمارات للتأثير على صناع القرار في إدارة “ترامب”.

الخلاف السعودي الإماراتي وأثره على تلك الفضيحة:

بينما رأى مركز” ويلسون” للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أن الخلاف السعودي – الإماراتي الذي خرج للعلن مؤخرًا، وصلت أصداؤه لواشنطن العاصمة.

وقال المركز في تقرير له إن “التنافس وصل بينهما إلى واشنطن، حيث أثبتت الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من حجمها وثروتها الأصغر بكثير، أن لديها رصيد سياسي وعسكري قيِّم للولايات المتحدة. على النقيض من ذلك، أصبحت المملكة العربية السعودية، في ظل الحكم الزئبقي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شريكًا مزعجًا لواضعي السياسات في الولايات المتحدة. فيما لا يزال يتعافى من القتل الوحشي للصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي عام 2018، وهو الفعل الذي خلصت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) من محمد بن سلمان وجعله ضيفًا غير مرحب به في البيت الأبيض”.

وأضاف التقرير أن “تنعكس حقيقة أن الإمارات قد خطت خطوات كبيرة نحو استبدال المملكة العربية السعودية كشريك عسكري عربي مفضل لواشنطن في قرار كل من إدارتي ترامب وبايدن بجعل الإمارات أول دولة عربية تستقبل الطائرة المقاتلة الأمريكية الأكثر تقدمًا “إف 35″، في غضون ذلك، أوقفت إدارة بايدن بيع جميع الأسلحة الأمريكية الهجومية للسعودية بسبب جرائم الحرب المزعومة ضد المدنيين في الحرب الأهلية اليمنية”.

تورط صندوق الثروة السيادي السعودي في الفضيحة:

فيما ذكر موقع “أوبن سيكريتس” أن ماثيو غرايمز، الذي عمل في شركة الأسهم الخاصة “كولوني كابيتال” التي أسستها باراك المقبوض عليه مؤخرًا، إلى جانب باراك. عمل كولوني عن كثب مع صناديق الثروة السيادية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث جمع ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار من صناديق الثروة السيادية للإمارات والسعودية بعد فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لعام 2016.

كما أشار الموقع إلى أنه “في عام 2018، ورد أن المدعين الفيدراليين بدأوا التحقيق فيما إذا كان الرعايا الأجانب قد قاموا بشكل غير قانوني بتحويل التبرعات إلى اللجنة الافتتاحية لترامب ولجنة السياسة العامة المؤيدة لترامب في محاولة لكسب التأثير على السياسة الأمريكية”.

وأضاف أنه “بحسب ما ورد فالتحقيق فحص ما إذا كان الرعايا الأجانب من دول الشرق الأوسط – بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – يحولون الأموال من خلال مانحين من القش لإخفاء تبرعاتهم لترامب”.

جهود “باراك” لدعم التطلعات النووية لـ”ابن سلمان”:

وقال موقع “أوبن سيكريتس” إن “تقرير صدر عام 2019، عن الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، أشار إلى أن باراك عمل أيضًا على جهود لمساعدة المملكة العربية السعودية، حليف الإمارات العربية المتحدة، في الحصول على تكنولوجيا الطاقة النووية من الولايات المتحدة في نفس الوقت تقريبًا الذي يُزعم أنه تصرف فيه بشكل غير قانوني كوكيل لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما توصل تحقيق لجنة الرقابة بمجلس النواب إلى أن الملك، أحد مساعدي باراك المتهمين هذا الأسبوع، كان يتصرف نيابة عن كل من المسؤولين الإماراتيين والسعوديين”.

ويصدق المثل القائل: حين يتشاجر اللصوص تظهر الغنائم، فالخلاف الذي حدث بين السعودية والإمارات أظهر الكثير من الفضائح في واشنطن العاصمة، وغدًا ومع تفاقم حدة الزمة بين البلدين ستظهر فضائح أخرى جديدة، فالطرفان متورطان في العديد من المشكلات والفضائح الدولية.