اعترفت هيئة الترفيه لمجلس الشورى السعودي بأنها واجهت “عدم قبول اجتماعي لدورها”؛ إثر الفعاليات التي نفذتها ورخصت لها الهيئة بالسعودية، وفق ما قالت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار.

وتواجه هيئة الترفيه انتقادات واسعة جداً من المجتمع السعودي، وسط مطالبات بإلغاء نشاطاتها المقتصرة على الغناء والرقص والعروض الموسيقية، في حين يصفها مواطنون بحالة “انفلات”.

وأشارت اللجنة، وفق ما نشرت صحيفة “الرياض”، الخميس، إلى أن هذه الفعاليات “لا تتوافق مع رسالة الهيئة المنصوص عليها”؛ وهي: “نفخر بهويتنا الإسلامية والعربية وموروثنا التاريخي والثقافي والحضاري”.

وترى اللجنة أن هذه الرسالة تنبثق مما قضى به النظام الأساسي للحكم الصادر في عام 1412 (1992)، ونص في المادة الأولى منه على أن “السعودية دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها مدينة الرياض”.

كما نص النظام في المادة (23) على أنه “تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله”.

وترى اللجنة أنها “رسالة مميزة تشكر عليها الهيئة، إلا أنه تبين، من خلال ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك ما ورد في تقرير الهيئة، ضرورة التزام الهيئة بهوية المملكة الإسلامية والعربية وموروثها التاريخي والثقافي والحضاري اللذين أكد عليهما النظام الأساسي للحكم ووضعتها الهيئة رسالة لها بجميع الفعاليات الترفيهية التي تنظمها أو تشرف عليها أو ترخص بإقامتها”.

وكانت مدينة جدة السعودية استضافت، الجمعة 12 يوليو الجاري، لأول مرة “الدي جيه” العالمي الشهير “مارشملو”، في القاعة المغطاة بمدينة الملك عبد الله الرياضية، ضمن خطة هيئة الترفيه المستمرة والمثيرة للجدل للانفتاح، التي يقودها ولي العهد، محمد بن سلمان.

وتخلل الحفل عبارات غير لائقة، خلّفت العديد من الانتقادات والجدل عبر موقع “تويتر”.

وبعد وصول بن سلمان إلى ولاية العهد، منتصف 2017، توقفت أغلب نشاطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، والتي كانت تمنع ما تسميه “التبرج في الطرقات”، وتحظر الموسيقى والغناء والاختلاط في المطاعم والمقاهي والمولات، وبطبيعة الحال الرقص في شوارع المملكة ومرافقها العامة.

وفي الأشهر الأخيرة شهدت السعودية سلسلة قرارات ظهرت فيها ملامح تغيير يشهده المجتمع السعودي المحافظ، من بينها إقامة حفلات غنائية لفنانين عرب وأجانب.

كما تخلت المملكة عن قوانين وأعراف رسمية محافظة اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارات، ودخولهن ملاعب كرة القدم.