قالت صحيفة “الإندبندنت” إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول أسهم في إحراز تقدُّم بالمفاوضات بين أطراف الصراع في الحرب اليمنية، مؤكدةً أنه في حال استمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حماية بن سلمان، فإنه حتماً سيبحث عن مقابل كبير وجوهري.

وقال باتريك كوكبرن، الكاتب بالصحيفة البريطانية، إن عدد القتلى باليمن قفز، خلال نوفمبر الماضي، إلى أكثر من 3 آلاف شخص، وهو الرقم ذاته الذي سُجل إبان ذروة العنف بالعراق عام 2006، غير أن الفرق الوحيد أن العراقيين لم يكونوا جوعى حينها.

وحالياً يجري في اليمن اتفاق التهدئة الأخير الذي وُقِّع بين الطرف الحكومي ومليشيات الحوثيين بالسويد، بعد سنوات من القتال والشكوك المتبادلة، والتي تدعو للتفاؤل، كما يقول الكاتب، لكن هذا التفاؤل لا علاقة له بالمتحاربين، وإنما يعود لطبيعة التغيير الطارئ على العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.

وفي اليوم ذاته الذي توصلت فيه الأطراف اليمنية إلى اتفاق، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع، على قرار يحمّل فيه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية قتل خاشقجي.

وهي الإدانة التي جاءت بعد شهادة جينا هاسبل مديرة الاستخبارات الأمريكية، وأدلت بها أمام أعضاء في مجلس الشيوخ، وأدت إلى قول النائب بوب كوركر إن ولي العهد السعودي لو مثَل أمام هيئة محلفين، فإنه ستتم إدانته في 30 دقيقة.

ويرى الكاتب أن الرئيس ترامب والبيت الأبيض يقفان إلى جانب السعودية، لكنهما يدفعان ثمناً باهظاً لهذه الحماية، الجمهوريون والديمقراطيون يقودون هجوماً على بن سلمان، لدوره في مقتل خاشقجي وحرب اليمن، وهذه العدائية سوف تزداد عندما يتسلم الديمقراطيون المنتخبون حديثاً زمام مجلس النواب القادم.

حيث يتوقع أن يزيد الضغط على الإدارة الأمريكية، بسبب علاقتها الوثيقة مع السعودية وبن سلمان، الأمر الذي قد يدفع ترامب، في نهاية المطاف، إلى أن يكون عرضة للسقوط بسبب تلك العلاقة، وفق ما يقوله الكاتب.

وحتى لو استمر ترامب في حماية ولي العهد والسعودية، فإنه سيبحث عن شيء جوهري في المقابل، ومن المحتمل أن يكون نهايةَ حرب اليمن، التي كانت الولايات المتحدة تدعمها، وهو ما يؤشر على حدوث تغيير بالعلاقة بين واشنطن والرياض، ربما سيشكل تغييراً جذرياً في طبيعتها، كما يرى الكاتب.

لقد كان بن سلمان ينظر إلى حرب اليمن على أنها حربه، إذ توقَّع نصراً سريعاً منذ بدئها في مارس 2015، عندما كان وزيراً للدفاع. لكن بدلاً من تحقيق هذا النصر، حصل جمود عسكري، رغم أن ذلك لم يتسبب في ضرر سياسي كبير للسعوديين حتى وقت قريب.

لا تزال وسائل الإعلام الدولية تبدي اهتماماً كبيراً بجريمة قتل خاشقجي، بسبب الطريقة البشعة التي جرت بها، وهو ما دفع وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على حرب اليمن.

ويختم الكاتب مقاله بالقول، إنه من الغريب أن مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين لم يؤدِّ إلى نهاية تلك الحرب، في حين شكَّل مقتل رجل واحد سبباً في التفاؤل بوضع حد لتلك الحرب المأساوية التي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ.