كشف مقال بصحيفة “الغارديان” البريطانية، للكاتب كريم زيدان، حملة لـ”اللوبي” السعودي في أمريكا، عبر الرياضة، لتلميع صورة المملكة والتغطية على سجلّها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

وأوضح كاتب المقال أن النظام السعودي سعى حثيثًا الحثيثة للتواصل مع مفوضي أكبر فرق كرة القدم في أمريكا، وعقد الاجتماعات والصفقات مع اتحاد كرة السلة الأمريكي، وفرق البيسبول الكبيرة وغيرها من الاتحادات الرياضية المشهورة.

وأشار الكاتب إلى أن تلك المساعي تطرح أسئلة عديدة حول الأسباب الكامنة وراء اهتمام المملكة المفاجئ بالرياضة في أمريكا، والتي لم تكن ضمن أولوياتها قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقال “زيدان” في مقالته إن ذلك الاهتمام المفاجئ بالرياضة يعد “ضرباً من استخدام القوة الناعمة، لصرف النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها المملكة في مجال حقوق الإنسان، والتي جلبت عليها كثيراً من النقد، وأضرَّت سمعتها في الغرب”.

وتابع بقوله أن الحاجة لإعادة بناء صورة أخرى للمملكة أصبحت أكثر إلحاحاً بعد جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الفظيعة، والتي صرح النائب العام السعودي بأنها كانت قتلاً متعمداً، واعترفت السعودية بمسؤولية موظفين رسميين سعوديين عنها، وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بها، إلى جانب الحرب في اليمن والتي أودت بحياة آلاف المدنيين، وشردت مئات الآلاف؛ وبسببها يواجه 14 مليون يمني شبح المجاعة.

واعتبر الكاتب أن استراتيجية الاهتمام بالرياضة تأتي في إطار حرص محمد بن سلمان على تكريس صورة لسعودية أكثر حداثة وانفتاحاً، في ظل الانتقادات التي تواجهها المملكة بسبب التضييق على الحريات والقوانين المجحفة بحق المرأة.

وختم الكاتب مقاله بأن الوثائق المنشورة ضمن سجلات “اللوبي” السعودي في الولايات المتحدة لعام 2018، تعد أحدث مثال على “التبييض الرياضي”.

وهو مصطلح استخدمته منظمة العفو الدولية، العام الماضي، لوصف الأنظمة الاستبدادية التي تستخدم الرياضة لتجميل صورتها بالمجتمع الدولي، والتغطية على سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.