أكدت الناشطة الحقوقية السعودية، هالة الدوسري، في سلسلة من التغريدات بحسابها على موقع التدوين “تويتر” أنه رغم التيقن من كون المستشار بالديوان الملكي المقال، سعود القحطاني، هو المدبر للاعتقالات والتعذيب للمعتقلين والمعتقلات، إلا أنه لا يتعدى سوى كونه آداة لتنفيذ أوامر “ابن سلمان”.

وقالت “الدوسري” في تدويناتها: “سعود القحطاني هو بلا شك العقل المدبر للاعتقالات و التعذيب الممنهج و تكاد كل قصة تخرج إلى العلن تحمل نفس التفاصيل في طبيعة التعديب مثل استخدام الجنس كأداة للإخضاع، الصعق الكهربائي، التعليق، و حملات التشويه الإعلامي، و كافة الأدلة الموجودة تدينه ولا تدين مباشرة من فوقه”.

وتابعت بقولها: “لكن يجدر التذكير أن هذا الشخص عمل لأكثر من عقد من الزمن في الديوان الملكي بلا أن يكون له هذه السلطة و لم يظهر اسمه ولا دوره بأي شكل واضح للعلن، مما يؤيد أن ما حدث لاحقا تحت إدارته هو بأمر مباشر من السلطة”.

وأشارت “الدوسري” إلى أنه “لم يكن له هذه السلطة إلا بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد وصعود اسمه كمنسق للدور السعودي في الأزمة مع قطر، وتوليه التدريجي لعدة ملفات استحوذ فيها الديوان الملكي على القرار في في القضايا الخارجية و الداخلية، متجاوزًا كافة الوزارات المختصة والأعراف المتبعة نظاميًا و دوليًا”.

وتكمل “الدوسري” أنه بسبب تلك التدخلات “حدثت أخطر أزمات شهدتها المملكة في زمن قصير منذ تولي مبس لولاية العهد و تكليف القحطاني، حيث كانت نزعة الاستحواذ على القوة و القرار أكبر من أي هدف سياسي و اقتصادي، وذلك يعكس بوضوح قلة الكفاءة و الجهل بأدبيات الانخراط في مجتمع دولي و محلي لهما أنظمتهما و أعرافهما”.

وأوضحت “الدوسري” أنه “بالرغم من ذلك إلا أن عقاب القحطاني مهم كرادع لكل موظف عام يندفع لإرضاء السلطة متجاوزا كافة القيم و الأعراف ولكل مسؤول يختبيء خلف موظفي الدولة لتمرير انتهاكاته المدفوعة بنزعات الانتقام أو الاستحواذ على السلطة”.

وعن تلك الخطوة أيضًا، أشارت “الدوسري” إلى أنه “لن يكفي إقالة أي شخص أساء استغلال منصبه -ولو كان مأمورًا- بلا عقاب حقيقي و معلن، لآن كلفة ذلك كبيرة على المسؤول من انعدام مصداقيته و شعبيته محليًا و دوليًا، وصعود شعبية معارضيه وزيادة الثقة فيهم”.

“وهذه النتيجة هي ما ستدفع القيادة للرضوخ للمطالب المتزايدة بمعاقبة كل شخص ثبت تورطه في ملفات الاغتيال و التعذيب، و الأدلة مثبتة، وهي ما ستدفع -لو تفاءلنا بذكاء من تستخدمهم السلطة- أي شخص يعمل تحت هذه السلطة لتأمين نفسه بالتزام الأنظمة حتى لا تتم التضحية به لاحقا لإنقاذ المسؤول”.