قالت “NPR” وهي منظمة إعلامية مستقلة إن المملكة العربية السعودية استثمرت بكثافة في تنظيم الأحداث الرياضية الدولية رفيعة المستوى، في الوقت الذي تواجه اتهاماتٍ بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ونقلت المنظمة عن منظمات حقوق الإنسان وغيرها مخاوف من أن وراء هذا الاتجاه الذي يبدو أنه غير ضار هو جهود متضافرة من قبل المملكة وغيرها لاستخدام الرياضة كوسيلة للتستر على سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

وقال فيليكس جاكينز، رئيس الحملات في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، لـ NPR: “إن السعوديين يستخدمون الرياضة وينظرون إليها بشكل متزايد على أنها فرصة لغسل صورتهم”.

بل إن جماعة حقوق الإنسان تستخدم مصطلحًا حديثًا لوصف هذه الممارسة: “الغسيل الرياضي”.

وأوضح جاكينز: “إنها العملية التي يستخدم فيها بلد أو نظام لديه سجل حقوقي سيء بشكل خاص الرياضة كوسيلة لخلق عناوين إيجابية وتدور إيجابي حول بلدانهم”.

وفي الشهر الماضي، انتقدت منظمة العفو الدولية استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي. ووفقًا لتقارير إخبارية، اشترى صندوق الاستثمارات العامة المملوك للحكومة السعودية حصة 80٪ في نادي كرة القدم الإنجليزي مقابل 300 مليون جنيه إسترليني (400 مليون دولار).

وقال ساشا ديشموخ، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، في بيان: “منذ الحديث عن هذه الصفقة لأول مرة قلنا إنها تمثل محاولة واضحة من قبل السلطات السعودية لغسيل سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان بسحر كرة القدم في الدرجة الأولى”.

يُذكر أن شراء نيوكاسل يونايتد هو مجرد أحدث استثمار متعلق بالرياضة من قبل السلطات السعودية. ففي السنوات الأخيرة، أنفقت المملكة أكثر من 1.5 مليار دولار لتنظيم أحداث رياضية للنخبة، وفقًا لتقرير صادر عن جرانت ليبرتي. ويشمل ذلك تنظيم مباراة كأس السوبر الإسباني السنوية لكرة القدم، وبطولات الجولف الدولية للرجال والنساء، والمصارعة المحترفة، من بين أشياء أخرى كثيرة.

وفي الشهر المقبل، ستستضيف سلسلة سباقات الفورمولا 1 العالمية سباقها في المملكة العربية السعودية لأول مرة. سيقام حدث Grand Prix في 5 ديسمبر في مضمار سباق جديد تمامًا في مدينة جدة.

حيث وقعت شركة فورمولا 1المملوكة لشركة Liberty Media Corp ومقرها الولايات المتحدة – صفقة مدتها 10 سنوات مع المملكة تبلغ قيمتها 650 مليون دولار.

كما سيشهد حدث فورمولا 1 السعودي عددًا من العروض الموسيقية، فيما يواجه نجم البوب ​​جاستن بيبر، الذي يتصدر برنامج الترفيه خارج المسار، دعوات متزايدة لإلغاء عرضه.

وفي رسالة مفتوحة نشرتها الواشنطن بوست، حثت خديجة جنكيز – خطيبة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي – المغني الكندي على “إرسال رسالة قوية إلى العالم مفادها أن اسمك وموهبتك لا يتم استخدامهما لاستعادة سمعة النظام الذي يقتل منتقديه”.

وفي الوقت الذي ترفض الحكومة السعودية كل اتهامات بالغسيل الرياضي، يقول فهد ناظر، المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن العاصمة، إن هذه الاستثمارات جزء من خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد، الذي يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز.

لكن مقتل الصحفي خاشقجي في 2018 وسجن نشطاء حقوقيين وحملة القصف المستمرة في اليمن تلقي بظلال من الشك على مدى تحول الإصلاحات التي يقودها وي العهد السعودي حقًا.

وعلى الرغم من إدخال بعض الحريات المحدودة الجديدة للمواطنين السعوديين، إلا أن ولي العهد جعل البلاد أكثر استبدادًا من ذي قبل، كما يقول دانيال بيمان، الزميل البارز في معهد بروكينغز.

ويضيف: “هناك المزيد من الحريات للنساء؛ في المقابل هناك تسامح معدوم حتى مع المعارضين السياسيين”.