MBS metoo

السعودية بين التهريج الفردي والحس الجمعي

د. وليد عبد الحي

أستاذ علوم سياسية، باحث في المستقبليات والاستشراف

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني،Washington Institute for Near East Policy، والمعروف بقربه من الدوائر الصهيونية استطلاعا للراي العام السعودي من خلال  المفابلات الشخصية لعينة كافية من الجمهور السعودي من مخنتلف الاعمار والمناطق والمذاهب (بخاصة الشيعة والسنة)، وتم انجازه في منتصف هذا العام.

وقبل عرض نتائج هذا الاستطلاع اود الاشارة الى الذين يتصيدون شريطا أو مقالا أو فكرة يرددها فرد سعودي او خليجي من هنا او هناك، ويتم اسقاط ما يقوله هذا الشخص على المجتمع ككل، أي تعميم الفكرة الشاذة والحكم على السلوك السياسي للمجتمع  استنادا لذلك.

 

تشير  نتائج الاستطلاع الامريكي– والذي اشرف عليه احد  الباحثين المخضرمين في المركز– إلى  ما يلي:

  1. 1. إن معدل تأييد المقاومة الفلسطينية، ولحماس تحديدا، بين أفراد الشعب السعودي ارتفعت بمعدل 11% قياسا للعام الماضي، وزاد مؤيدو حماس عن مؤيدي سلطة التنسيق الامني، ووصف 46% منهم اطلاق الصواريخ من حماس على إسرائيل بانها إيجابية. أي ان الدعاية السياسية الرسمية لم تصل للنتائج المرجوة بل للعكس.
  2. 2. تراجع التاييد لاتفاقات أبراهام مع إسرائيل بمعدل 5% خلال العام واصبحت نسبة المعارضة لها 66%.
  3. 3. وفي ترتيب تحالفات السعودية او تطوير علاقاتها الدولية راى 65% الاولوية للدول العربية تليها الصين (46%) ثم امريكا (44%) وروسيا (42%).
  4. 4. ان 17% من السعوديين الشيعة يؤيدون اولوية العلاقة مع ايران وهو ما ينفي الخوف الكامن من انحيازهم المزعوم؛ بخاصة ان اجمالي السعوديين (سنة وشيعة) يؤيدون العلاقة مع ايران بنسبة 10%، اي ان الفارق بين السنة والشيعة مخالف لكل ما يجري ترويجه.
  5. 5. أيد 63% من السعوديين المفاوضات النووية مع ايران ، وهو امر مخالف لتوجه حكومتهم، كما ان 26% من السعوديين السنة ايدوا ان تكون اولوية الولايات المتحدة هي ضبط نشاطات ايران في المنطقة بينما ايد ذلك من الشيعة 18%.

 

ماذا يعني ذلك كله:

أولا، إن الشعب السعودي ما زال وبشكل واضح مع الحق الفلسطيني ولا يجوز تعميم الحالات الشاذة والتي قد تكون مدفوعة من الاجهزة الرسمية او من اجل الشهرة او من باب الهوس الاعلامي.

ثانيا، إن المسافة السياسية الفاصلة بين المجتمع السعودي والتوجهات الرسمية في هذا الجانب تحديدا (الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين) تستحق التأمل….وتبقى ربما.

 

Exit mobile version