توطدت العلاقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في الفترة التي اعتلى فيها الأخير الحكم والتي تزامنت مع صعود محمد بن سلمان بقوة إلى سدة الحكم.

في بداية الأمر تساءل البعض حول الدور الذي يلعبه كوشنر من خلال إقامته علاقات في عدد من الدول العربية لكنه شيئاً فشيئاً اتضح الدور الخبيث الذي يلعبه في المنطقة وهو جر الدول العربية إلى قطار الخيانة “التطبيع”.

لكن الأمر تجاوز ذلك وامتدت العلاقة التي قامت على المصلحة والنفع إلى ما بعد فترة الرئاسة التي قضاها دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما كشفت عنه صحف غربية وأمريكية.

مؤخراً تم الكشف عن السعودية والإمارات قامتا بتدعيم جاريد كوشنر بما يقرب 2.5 مليار دولار فلماذا قاموا بذلك؟! وهل الاستثمار مع كوشنر يجدي نفعاً وذلك ما دفعهم لضخ الأموال الهائلة في شركته أم أنه هناك شيئاً أخر.

 

شركاء الجريمة

توطدت العلاقة بين محمد بن سلمان وكوشنر سريعاً لكن مصلحة المملكة العربية السعودية ليست هي السبب الحقيقي كما يدعي محمد بن سلمان بل لأنه يغطي على جرائمه في ملف حقوق الإنسان.

اعتلى محمد بن سلمان الحكم في عام 2017 وقام بتنحية كل من في طريقة واستخدم القبضة الأمنية في المملكة حتى بات المواطن السعودي يخشى انتقاد ولي العهد على مواقع التواصل الاجتماعي.

أما خارجيا فحدث ولا حرج فقد قام بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده عام 2018 وانتهك جرائم فظيعة في اليمن والذي حاصر أهلها وقام بتجويعهم وتشريدهم في أراضيهم.

كل ذلك قام كوشنر بالتغطية عليه في الولايات المتحدة الأمريكية بل وتوسط في صفقة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار على الرغم من المطالبات بمعاقبة ولي العهد بسبب جرائمه وانتهاكاته.

 

فاشل يكافئ آخر

قام ولي العهد السعودي بمكافأة كوشنر وقدم الدعم لشركته “انفينتي بارتنرز” بأكثر من ملياري دولار جزاءاً على ما قدم إليه على الرغم من أن هيئة الاستثمارات في المملكة رفضت تقديم الاستثمارات في شركته.

ارتأت الهيئة أن الاستثمارات في شركة كوشنر تعرض المملكة إلى مخاطر مالية بسبب أنه مثقل بالديون وله تجارب فاشلة في الاستثمارات تماماً كما هي تجارب محمد بن سلمان.

لكن ابن الملك المدلل أمر بتقديم الاستثمارات على الرغم من ذلك.. من جهة أخرى قدمت الإمارات الدعم لكوشنر بـ 200 مليون دولار لأنها تطمع في عودة دونالد ترامب للرئاسة تمامًا كما يطمع محمد بن سلمان.

الخلاصة أن السعودية والإمارات تقدم الدعم للتغطية على جرائمها وتأمل في عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم من أجل تمرير مصالحها الخبيثة في المنطقة.