وصف المعارض السعودي، الدكتور سعد الفقيه، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه “قلق”، لا سيما وسط المخاوف من أنه سيتعرض للإحراج في قمة العشرين.
وأوضح الفقيه أن ابن سلمان مهدد بالمطاردة القضائية، بسبب الدعوى التي رفعتها منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وأضاف أن “ابن سلمان معرض للتوقيف والاعتقال في حال تعاطي السلطات الأرجنتينية مع القضية، إذ إن السلطات القضائية، بدأت بالفعل النظر في مذكرة حول دور ولي العهد السعودي في جرائم حرب ارتكبها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، وأعمال تعذيب نفّذها مسؤولون سعوديون.
وقال إنه حتى وإن تمتع ابن سلمان بالحصانة، فإن تحقيق السلطات بالأمر، وربما صدور قرار بالتوقيف، سيكون مؤذيا ومحرجا له.
استقبال بارد
من جهتها، نشرت الوكالة الفرنسية تقريرا تناول مشاركة ابن سلمان بقمة العشرين، مشيرة إلى أن مسؤولين مقرّبين من ولي العهد يستعدون لاستقبال بارد محتمل في قمة مجموعة العشرين.
ويواجه ترامب بدوره ضغوطا متصاعدة في مجلس النواب وسط مطالبات بفتح تحقيق في علاقاته المالية لتحديد ما إذا كانت للرئيس مصالح في دعم السعودية.
ومن المقرر أن يمثل وزير الخارجية مارك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس أمام الكونغرس الأربعاء، في جلسات ترتبط بعلاقات إدارة ترامب بالمملكة.
وتعرض العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس، لانتقادات الاثنين الماضي، بعد تداول صورة له في أبوظبي مع ولي العهد السعودي، خلال زيارته للإمارات، أولى محطات جولته العربية التي شملت أيضا البحرين ومصر وتونس.
ونشرت الصورة في صحف إسبانية عدة، بينها صحيفة “إل موندو” اليومية المحافظة التي وضعت عنوانا لها “صورة العار”.
ولا يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستعقد لقاء ثنائيا مع ابن سلمان، على هامش القمة، لا سيما موقفها بعد قضية خاشقجي من تجميد صفقات السلاج إلى حين تصدر السعودية رواية أكثر إقناعا، وتصدر نتائج التحقيقات بشكل جاد.
أما رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، فلا تبدو أنها مستعدة لمواجهة المزيد من الانتقادات والمواجهات مع الشارع البريطاني الذي شهد احتجاجات ضد ابن سلمان إثر قضية خاشقجي.
وبريطانيا تواجه منعطفا هاما، وحكومة ماي في حال استنفار بسبب “بريكست”، وتصويت مجلس العموم البريطاني القريب على مشروع قانونه.
أما في فرنسا، فيواجه إيمانويل ماكرون انتقادات لاذعة ضده، إذ إن المظاهرات في فرنسا مستمرة، ويحاول الرئيس الفرنسي احتواءها، ولا يريد أن يزيد من غضب الفرنسيين عليه.
مشاكل داخلية
وأشار الفقيه في حديثه لـ”عربي21″، إلى أن ذهاب الأمير ابن سلمان إلى قمة العشرين، وفي حال تعرضه لإحراج كبير هناك، فإن ذلك يزيد من الغضب داخل العائلة الحاكمة.
وأشار إلى أنه “كلما زادت مدة بقاء ابن سلمان في الخارج، زادت فرص الانقلاب عليه في الداخل من العائلة الحاكمة، لا سيما بعد الإحراجات التي تسبب بها للقيادة الحالية”، وكلما زاد إحراج ابن سلمان في المجتمع الدولي “تسبب ذلك بتقوية خصومه في الداخل السعودي”.
وقال إنه في حال بدأ الإعلام الأرجنتيني يتعاطى بقوة مع الدعوى المرفوعة ضد ابن سلمان فإن ذلك سيكون محرجا بالطبع له.
وتتزايد الضغوطات على ابن سلمان، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، وسط مطالب بتقديم جميع المرتبطين بالقضية للعدالة، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية، تفيد بأن ولي العهد السعودي متورط وفق تقرير لـ”سي آي إيه”.
وتتكثف الضغوطات مع كل تسريب تركي، لا سيما أنها تناقض الروايات السعودية، ما تسبب بغضب دولي، وانتقاد واسع في الحليف الأبرز لابن سلمان، أمريكا، وبخاصة داخل مجلس الكونغرس من النواب والشيوخ.
وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد “انتهاكا صارخا” للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية ، التي تنص على أنه “لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية”، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، والخشية الأمريكية والأوروبية بأنهم يتعاملون مع “حكومة مارقة”.