رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

– قائمة حول المتورطين بالانتهاكات ضد “العودة”:

مع مطلع الأسبوع المنصرم، خرج “د.عبدالله العودة” نجل الداعي البارز المعتقل “سلمان العودة”، بإعلانه تدشين حملة لجمع بيانات حول المتورطين بالانتهاكات ضد والده، وذلك مع اقتراب مرور 3 سنوات كاملة على اعتقاله تعسفيًا.

وأكد نجل “العودة” أنه بصدد جمع معلومات حول المتورطين بالانتهاكات ضد والده، سواء كان من منسوبي الأجهزة الأمنية، ومحققين تورطوا بخروقات، وحرّاس ومنتسبين للأجهزة (العدلية)، وإعلاميين مشبوهين، وسواهم.

وقال “عبدالله” عبر حسابه بـ”تويتر”: “نحن بصدد جمع كل الانتهاكات التي مورست ضد الوالد سلمان العودة، ورصدها، والخروقات غير الإنسانية المتعلقة بحقوقه الأساسية منذ لحظة اعتقاله وقبلها، والأحداث التالية من تعذيب وضغط وإيذاء، وجمع كل المعلومات حول المتورطين بالانتهاكات ضده”.

وأشار إلى أن اللجوء لتلك السبل تم بعد استنفاد كافة الوسائل السلمية والتفاوضية ليس فقط لحل مشكلة والده، ولكن لحل مشكلة معتقلي الرأي في المملكة، ولكن لم يتم إيجاد حلول لها.

وتفاعل الكثير من النشطاء مع الحملة التي دشنتها عائلة “العودة”، مغردين بمقاطع مصورة، وذكر لمناقب “العودة”، والظلم الذي تعرض له، حيث قالت المعارضة السعودية، نورة الحربي، معلقة على الحملة: “خطوة لتشجيع باقي عوائل #معتقلي_الراي في #المملكة لمقاضاة السلطات #السعودية”

بينما ذكر الصحفي السعودي “تركي الشلهوب” عبر حسابه بـ”تويتر”، أن “إحدى التهم التي تم توجيهها للشيخ #سلمان_العودة هي: “المشاركة بإنشاء منظمة النصرة للدفاع عن النبي ﷺ” ؟!! هذه التهمة وجَّهتها له الحكومة السعودية التي تزعم أنها تُطبِّق الشرع!”

في حين أورد الناشط والأكاديمي السعودي، د. سعيد بن ناصر الغامدي، تهمة غريبة وجهت لـ”العودة” وهي “أنه لا يدعو لولي الأمر بما يكفي!”

– اعتقال “الدخيل”:

تفاعلت المعارضة السعودية مع خبر اعتقال الوكيل السابق في وزارة المالية السعودية، الدكتور عبد العزيز الدخيل، بسبب تغريدة قام فيها بتوجيه العزاء لأسرة الإصلاحي، عبد الله الحامد، حيث علق الصحفي المعارض، تركي الشلهوب، مرفقًا التغريدة التي اعتقل “الدخيل” بسببها، قائلاً: “بسبب هذه التغريدة اعتُقل الدكتور عبد العزيز الدخيل، فتخيّلوا مدى الإرهاب والقمع الذي يعاني منه الشعب”.

في حين ذكرت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي أن “الدخيل” كان من ضمن من دعوا لفرض ضريبة الدخل على الأثرياء، وإعطائها للفقراء، متسائلة: “هل من كان همّه همّ المواطنين الضعفاء، مكانه السجن؟”.

بينما علق الناشط د. سعيد بن ناصر الغامدي، على الحملات التي شنها الذباب الإلكتروني لدحض مقطع الفيديو الذي نشره نجل “الدخيل”، عبد الحكيم، يؤكد فيه اعتقال والده، قائلاً: “بعد حملات التكذيب الذبابية بشأن مقطع الأخ عبد الحكيم بن الدكتور الدخيل المعتقل بسبب تعزيته في الرمز الكبير #عبدالله_الحامد رحمه الله، هاهو الآن يخرج بهويته يكبت بها كذبهم، وقد كانت صورها لدي ولكن لم أنشرها مراعاة لقانون تويتر”.

– تهديدات لحياة “لجين”.. ودعوات لعائلتها بالصمت:

وجه مركز الخليج لحقوق الإنسان تحذيرا من مخاطر تهدد حياة المدافعة السعودية البارزة عن حقوق الإنسان وناشطة المساواة، لجين الهذلول.

وأوضح المركز في بيان له أن الناشطة “الهذلول”، لا تزال بمعزل عن العالم الخارجي في السجن وللأسبوع السادس.

كذا أبرز المركز الحقوقي أن عائلة “الهذلول” لم تتمكن من التواصل معها منذ التاسع من حزيران/ يونيو الماضي، ما يثير القلق بشأن سلامتها وبقية معتقلات الرأي في السجون.

من ناحيتها، ذكرت شقيقة “لجين”، علياء الهذلول، أن هناك شخصا يقول إنه مطلع، تواصل معها يمدح في تغريداتها، وحين تكون حادة، يطلب منها التزام الهدوء فهناك إفراجات بالعيد، رمضان، الحج، السنة الجديدة، اليوم الوطني، مضيفة: “بعيد الفطر كثف تواصله، وحين تأخر الوقت، ذكر أنهم يفرجون أولاً عن أصحاب المخدرات وعليها الانتظار”.

كما دشنت “علياء” حملة للتذكير بأختها وما مُورس ضدها من انتهاكات، مؤكدة أنها ستبدأ التغريدة كل يوم عن #وين_لجين١، لحين الإفراج عنها.

– استفتاء الشعب:

دعت الناشطة السعودية المعارضة “نورة الحربي” جمهور المغردين إلى المشاركة في أول استفتاء شعبي عبر موقع التواصل “تويتر” موجهة للشعب السعودي، وقالت: “هنا يتمكن المواطن الإسهام في حكم البلد والممارسة في المشاركة بالسلطة بشكل مباشر عن طريق اختيار من يراه مناسبًا للحكم”، متابعة: “ندعو جميع المواطنين الكرام إلى المشاركة في #اول_استفتاء_شعبي ، فلا يعقل الصمت أمام مستقبل الوطن”.

وكان حساب “وزارة إعلام الشعب” عبر “تويتر” قد دشن استطلاع حول “ما هو الحل الأنسب للخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ووصول الشعب إلى العزة والكرامة؟”، وكانت خيارات الاستطلاع تتراوح بين “إزاحة ابن سلمان، أو بناء الملكية الدستورية، أو إزاحة آل سعود بالكامل، وأخيرًا إقامة ديمقراطية”.

– تداعيات نقل الملك “سلمان” للمستشفى:

عقب إعلان الديوان الملكي نقل الملك “سلمان بن عبد العزيز”، إلى المستشفى بعد وعكة صحية تعرض لها، انتشرت التحليلات حول مستقبل المملكة في حالة اختفاء أو إخفاء الملك “سلمان” عن المشهد.

وعلق الناشط السعودي البارز، د.سعيد الفقيه، عن ذلك بقوله: التطورات الأخيرة في وضع الملك ووضع ابنه محمد تستدعي إعادة تغريد الرسائل التي نشرناها قبل أيام”.

ووجه “الفقيه” رسائل عدة، ولآل سعود قال فيها: “ماذا سيفعل بكم ابن سلمان إذا صار ملكًا؟ وكيف يتدارك العقلاء منكم المصائب التي سيرميكم فيها؟”، بينما وجه رسالة لعلماء السلطة (العلماء الرسميين)، قائلاً: “بعد أن فضح ابن سلمان خيانتكم للدين وهو ولي للعهد، هل تدركون أنه سيضيع عليكم دنياكم بعد أن يصبح ملكًا؟ سوف يطردكم ويجردكم من كل امتيازاتكم وبعدها: لا دين ولا دنيا، هل فيكم من لديه ورع يستدرك الدين على الاقل؟”.

أما للشعب السعودي، فقال “الفقيه”: “ابن سلمان أهانكم وافقركم واعتدى على دينكم وأعراضكم وهو ولي للعهد، فماذا سيفعل إذا صار ملكا؟ وماذا عليكم أن تفعلوا في منع الكارثة التي سيكون وصوله للملك سببا فيها؟”.

– برقيات عزاء الملك وولي عهده في “الشيحي”:

قام العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وولي عهده الأمير “محمد بن سلمان”، بإرسال برقيتي عزاء إلى أشقاء وأبناء الصحفي السعودي، صالح الشيحي، والذي توفي متأثرًا بفيروس “كورونا”، بعد خروجه من السجن بشهرين.

وقال الملك “سلمان” في برقيته: “إننا إذ نبعث لكم ولأسرة الفقيد كافة بعزائنا لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، إنه سميع مجيب”.

بينما عبر “ابن سلمان”، في برقيته عن تعازيه ومواساته، داعيًا الله للفقيد بالرحمة والمغفرة.

وعلق الناشط المعارض، د. سعيد بن ناصر الغامدي، على تلك البرقيات بقوله: “تعزية في وفاة #صالح_الشيحي، وكان قبيل وفاته في سجون فندقية!! فئة خمس عقارب، لأنه فقط عبر عن رأي المواطن إشارة بسبابة اليد للأسفل”.

بينما دعا الناشط والحقوقي المعارض، يحي عسيري، لفتح تحقيق دولي بشأن وفاة “الشيحي”، قائلاً: “إن كانت السلطات صادقة في قولها بأن الصحفي #صالح_الشيحي توفى بكورونا، فيجب ألا يكون لديها مانع بحضور مراقبين من الخارج للمشاركة في تحقيق شفاف ونزيه حول أسباب وفاته”.