سلط موقع “المونيتور” الأمريكي الضوء على ما وصفها بالحرب الباردة الدائرة بين أنقرة من جهة، وأبوظبي والرياض من جهة أخرى منذ سنوات، مشيرا إلى أن الصبر التركي حيال ما تقوم به العاصمتان الخليجيتان بدأ ينفذ ويؤشر بتحول ملموس لاسيما تجاه السعودية.

واستشهد الموقع بالحجب المتبادل للمواقع الإعلامية الذي جرى مؤخرا بين الرياض وأنقرة، ونقل عن رئيس الجمعية الإعلامية التركية – العربية، “توران كيسلاتشي” قوله: “هذا رد بالمثل، وبالتأكيد لا تريد تركيا حظر معظم الوسائل الإعلامية السعودية التي يعمل معظمها بموافقة ومباركة من حكومة حزب العدالة والتنمية”.

وأشار الموقع إلى أن المواجهة الأخيرة بين تركيا والسعودية والإمارات هي الوجه الظاهر من الحرب الباردة التي بدأت عام 2013.

وأوضح أن التوتر زاد بين أنقرة والرياض بشكل كبير، خاصة عندما قررت الرياض التحالف مع أبوظبي في سياساتها المعادية لـ”الإخوان المسلمون” بالمنطقة.

ولفت الموقع إلى أنه طيلة الفترة الماضية قلل معظم الرموز المؤيدة لحزب “العدالة والتنمية” من النقد الحاد القادم من السعودية والإمارات، ووصفوه بأنه عبارة عن “رسائل إلكترونية متكاثرة” مدفوعة الثمن.

ولكن، وفقا لـ”المونيتور”، فإن القصة ليست كما تبدو، فقد نشر الشيخ “عايض القرني” الذي يتابعه 20 مليونا على “تويتر” تغريدة في منتصف فبراير/شباط الماضي، هاجم فيها “أردوغان”، وذكر “القرني” أن “أردوغان مخادع وعدو الأمة الإسلامية”.

وتجاهل الإعلام التركي الاتهامات التي شنها “القرني” ضد “أردوغان”، وتم تصويره على أنه ردة فعل على قرار تركيا توجيه تهم إلى 20 سعودياً قالت إنهم تورطوا في مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في إسطنبول قبل عامين.

ولفت “المونيتور” إلى أنه عندما وجهت أسئلة حول العلاقة التركية – السعودية، وجد البيروقراطيون البارزون طرقا لتحميل الإمارات لا السعودية المسؤولية، وأشاروا إلى الخلافات بين مصالح الدولتين الخليجيتين والعدوان الإماراتي ضد تركيا.

لكن نظرة سريعة للصحف السعودية التي صدرت الأسبوع الماضي، تظهر عددا من التقارير والمقالات التي هاجمت “أردوغان” وعائلته، ومن هنا فالعداوة لا تتعلق فقط بمجموعة من الرسائل على الإنترنت أو منحصرة بالإماراتيين فقط.

وهناك أمثلة هاجمت فيها أنقرة الرياض مباشرة، ففي نهاية مارس/آذار الماضي، حمل وزير الداخلية “سليمان صويلو”، السعودية مسؤولية عدم الوضوح مع الدول التي يريد أبناؤها أداء شعيرة الحج بشأن عدد حالات “كوفيد-19” في المملكة.

وذكر الموقع أنه في المجمل كان “أردوغان” هادئا بشأن العداء السعودي – الإماراتي للسياسات التركية، ولا يوجد هناك خطاب معاد للرياض أو أبوظبي في وقت لا يحتاج فيه “أردوغان” لعدو.

ونقل الموقع عن “بيرول باشكان”، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، قوله إن السبب في عدم تحدي “أردوغان” البلدين أنه لا ينظر إليهما كمنافسين مثل الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي.

وبحسب “المونيتور” فقد قدم المسؤولون في أنقرة مواقف متباينة، واحد منها يرى السعودية والإمارات جبهة واحدة، فيما عبرت البقية عن أمل في ردم الهوة بين أنقرة والرياض لو تم عزل الإماراتيين.

وفي الوقت الحالي، يمارس “أردوغان” سياسة العين بالعين، وهي سياسة مكلفة بالنسبة لتركيا نتيجة تراجع السياحة والصادرات والاستثمارات من السعودية والإمارات.

لكن وباء “كوفيد-19″، وتراجع أسعار النفط سيضر باقتصاد البلدين بحسب الموقع الأمريكي، وتراقب أنقرة ما سيحدث نتيجة تراجع أسعار النفط، وإن كان سيتبعه تراجع في تأثير الرياض وأبوظبي في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وكانت العبارة التي سُمعت: “ستتحول الطاولات قريبا”.