عبد الله آل مبارك
منذ اشتعال البوعزيزي -رحمه الله- وتونس هي الشمعة المضيئة في عالمنا العربي.
وإذا نظرنا لانقلاب قيس سعيد بعين تونس فقط، فلا شك أنه يحزن القلب؛ لأن أقل ما فيه أنه رجوع للوراء.
ولكن إذا نظرنا بعين العالم العربي ولعام واحد فقط، وأؤكد: لو نظرنا لعام واحد فقط، سنجد المبشرات وعوامل التفاؤل أكثر وأعظم:
– هل تأملت كيف داست الأقدام أهم مشروع لدول الثورات المضادة ولترامب في المنطقة، أعني مشروع (صفقة القرن)، بل المعادلة في فلسطين بعد معركة (سيف القدس) تغيرت تمامًا، وليس كذلك فقط: بل أدت نتائج ذلك إلى سحق خطط نتنياهو في المنطقة وأخطرها كان في الجنوب السوري، وأدت إلى سحق نتنياهو نفسه ومستقبله السياسي، ولم ينته الأمر هنا: بل فضيحة مدوية لمبس في انقلاب الأردن، جعلت حتى ملك الأردن يلمح بذلك.
هذه واحدة فقط، وإليك الثانية:
– في أقل من عام، تعرض زعماء دول الثورات المضادة إلى كم هائل من الانتقادات والفضائح والأزمات السياسية، لم يسبق له مثيل، آخرها فقط: فضائح برنامج التجسس التابع لشركة إسرائيلية.
ولم تمر على الإمارات أزمة في أمريكا كأزمتها اليوم إثر قضية محاكمة توم باراك.
أما مبس فهو ضيف دائم على الأزمات السياسية، آخرها حتى لحظة كتابة المقال: الأزمة التي نشبت بين القضاء الكندي والحكومة الأمريكية بسبب دعوى مبس القضائية ضد الجبري.
أما السيسي وسد النهضة فهذا عنوان يدرس في التقازم السياسي.
لننتقل للثالثة:
– في الوقت الذي اجتمعت فيه دول الحصار من أجل غزو قطر قبل سنوات، ها هي تتفرق وتتخاصم ولم تحظ بشرط واحد من القطريين.
واللافت أن نشرات الأخبار لا تسمع فيها إلا الجهود الدبلوماسية القطرية أو الفضائح السياسية للإمارات والسعودية.
والظريف في الأمر أن بايدن استقبل حتى الكاظمي وملك الأردن والتقى بأردوغان، ويفاوض الإيرانيين، ووزير خارجية قطر (سردادي مردادي) على الولايات المتحدة، ومبز لا يزال خائفًا من دخول أمريكا، ومبس حتى الآن يفز كلما رن الهاتف ينتظر اتصال بايدن، أما السيسي فلولا أحداث غزة لما كلمه بايدن حتى الآن، وها هم يعودون اليوم ليصدروا قرارًا بتجميد المعونة السنوية نظرًا للسجل السيئ في حقوق الإنسان.
وهناك رابعة وخامسة وعاشرة، وهناك فشل مشروع التطبيع، وطلاق السعودية والإمارات، وانتفاضة درعا وانتصارات طالبان، لكن أخشى من الإطالة، ولذا أختم بواحدة هي الألذ على قلبي:
(قناعة السعوديين بفشل مشروع محمد بن سلمان).