استدعت باكستان، عددا من دبلوماسييها من السعودية، بسبب شكاوى باكستانيين هناك.

وكشف وزير الخارجية الباكستاني “شاه محمود قریشي”، السبت، إن الحكومة الباكستانية ملتزمة بتوفير كل التسهيلات الممكنة للباكستانيين المغتربين، وفق ما نقل موقع “أري نيوز” الباكستاني.

وأشار الموقع إلى أن الوزير طلب من سفراء بلاده تسهيل عمل المغتربين الباكستانيين.

وتستضيف السعودية قرابة مليوني باكستاني يعملون داخل أراضيها، تقدر تحويلاتهم من العملات الأجنبية بنحو 4.5 مليار دولار سنويا.

وخلال العامين الماضيين، قامت السعودية بترحيل عدد كبير من العمال الباكستانيين بشكل أحادي.

ورغم بعض التوترات يرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية قوية، فالسعودية هي أكبر مصدر للنفط لباكستان، كما أنها سوق رئيسي للمنتجات الباكستانية.

وتحتفظ المملكة أيضاً بعلاقات تعاون عسكري وثيقة مع باكستان، والتي تمتلك أحد أقوى الجيوش في العالم، وتعد الدولة النووية المسلمة الوحيدة.

والعام الماضي، ضغطت السعودية على باكستان لإرجاع قرض ميسر سبق أن قدمته الرياض، في وقت يعد من غير المعتاد على السعودية أن تلح في استرداد قروضها، خصوصا للدول التي تربطها بها صداقات تاريخية.

وكان القرض جزءا من حزمة إنقاذ بقيمة 6.2 مليارات دولار، أعلنت عنها الرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتضمن هذا القرض، وتسهيلات ائتمانية للحصول على إمدادات نفطية.

وكانت أعادت باكستان، مليار دولار إلى السعودية كدفعة ثانية من قرض بقيمة 3 مليارات دولار حصلت عليه عام 2018؛ للمساعدة في تجنب أزمة الحساب الجاري. وحسب ما ورد، يتعين على إسلام أباد سداد المليار دولار المتبقي للرياض الشهر المقبل.

وبالنظر إلى التاريخ الطويل للعلاقات الودية بين باكستان والسعودية، فإن عودة مثل هذا القرض الكبير في خضم جائحة وأزمة اقتصادية كبيرة في إسلام آباد تشير فقط إلى أزمة خطيرة في العلاقة.

يشرح التحالف الناشئ حديثا في العالم الإسلامي سبب مطالبة السعودية باكستان بسداد القرض. ويظهر الالتزام الصامت من باكستان في هذا الصدد أن إسلام آباد قد لا تكون مستعدة لتضييع مزيد من الوقت من خلال تقديم تنازلات قد تضر بسياستها الخارجية الجديدة.

منذ بعض الوقت، تبذل إسلام آباد جهودا للانضمام إلى التحالف التركي الماليزي الإيراني في العالم الإسلامي، الذي تعتبره السعودية تحديا لمزاعمها بأنها زعيمة العالم الإسلامي. إن أحد الأسباب الرئيسية جعلت باكستان تقرر أخيرا اتخاذ هذا الطريق الصعب هو موقف الرياض الطويل الأمد تجاه تجاهل المصالح الأمنية الوطنية الأساسية لإسلام آباد في المنتديات التي تمثل السعودية دور “المهيمن” فيها على العالم الإسلامي

أصبح تدهور العلاقات الثنائية علنيا عندما انسحبت باكستان تحت ضغط سعودي من قمة كوالالمبور في ماليزيا العام الماضي. وحسب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، هددت السعودية باكستان بعقوبات اقتصادية إذا حضر رئيس الوزراء “عمران خان” الاجتماع.

وقد نظم القمة رئيس الوزراء الماليزي آنذاك “مهاتير محمد” لمناقشة قضايا العالم الإسلامي. بعد القمة، انتقدت منظمة التعاون الإسلامي، التي تهيمن عليها السعودية القمة، بقولها إن مثل هذه التجمعات من شأنها إضعاف العالم الإسلامي.