نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، مقطعا مصورا مسربا من داخل مراكز الاحتجاز التي خصصتها السلطات السعودية لاحتجاز المئات من العمال المهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين.

ورصد المقطع المصور المسرب الأوضاع المهينة والمزرية التي يعيش فيها العمال المهاجرون الأفارقة، والتي تصل إلى سوء المعاملة، في ظل أنباء عن وفاة ثلاثة على الأقل بسبب التعذيب.

وقال المعتقلون في حديثهم لـ”هيومن رايتس ووتش” إنهم “محتجزون في غرف مكتظة للغاية لفترات طويلة، وأن الحراس يعذبونهم ويضربونهم بعصي حديدية مغلفة بالمطاط، ما أدى إلى وفاة ثلاثة في الاعتقال بين أكتوبر، ونوفمبر”.

وعلقت الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، نادية هاردمان، على المقطع المصور، قائلة: “ليس لدى السعودية، إحدى أغنى دول العالم، أي عذر لاحتجاز عمال مهاجرين في ظروف مريعة، وسط تفشي وباء صحي لشهور طوال”.

وأضافت “نادية” أن “لقطات الفيديو لأشخاص محشورين معًا، ومزاعم التعذيب، والقتل غير المشروع صادمة، وكذلك عدم استعداد السلطات على ما يبدو لتحريك ساكن للتحقيق في ظروف الاعتداء ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وأوضحت المنظمة، أنه بحسب حديثها مع بعض المحتجزين الذين تم ترحيلهم، فإن السلطات السعودية اعتقلت معظم العمال واحتجزتهم لأنه لم يكن لديهم تصاريح إقامة صالحة.

ودعت “رايتس ووتش” السلطات السعودية للإفراج الفوري عن المحتجزين الأكثر ضعفًا، وأن تحرص على استخدام الاحتجاز فقط كتدبير استثنائي في الملاذ الأخير، فضلاً عن إنهاء أي تعذيب وسوء معاملة، والتأكد من مراعاة ظروف الاحتجاز للمعايير الدولية.

وتظهر لقطات المقطع المصور المسرب مئات الرجال يقفون أو ينامون فوق بعضهم البعض في غرفة مكتظة، مع أكوام من النفايات والمخلفات في الزاوية، رغم تفشي وباء كورونا.