نشر موقع “بزنس إنسايدر” مقالا للكاتب جون هالتيواغنر، يقول فيه إن الزمن لم يكن بعيدا عندما استقبل العالم ولي العهد السعودي، ورحب بخططه لتحديث بلده.
ويقول هالتيواغنر في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، إنه “بين اليوم والأمس فترة قصيرة، حيث أصبح الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 33 عاما شخصية شريرة في عملية قتل ضد الصحافي جمال خاشقجي، وانقلبت صورة الأمير رأسا على عقب بعد الشجب العالمي لعملية القتل التي حدثت في اسطنبول قبل شهرين”.
ويشير الكاتب إلى أن “الأمير انخرط في نشاطات مريبة، مثل اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وسجن المنافسين له، لكن صورته ظلت كما هي، وحظي بتغطيات جيدة، إلا أن مقتل خاشقجي غير الرواية عنه، وبدأ العالم يتحول عنه شيئا فشيئا”.
ويلفت هالتيواغنر إلى أن المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) قالت إن هناك أدلة تحمل مصداقية عالية عن قيام الأمير محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتل خاشقجي، مستدركا بأنه رغم هذا كله وقف دونالد ترامب إلى جانب الأمير المتهم بإرسال فرقة قتل لإعدام صحافي.
ويقول الكاتب: “مرة أخرى يتهم الرئيس الأمريكي بتقويض مجتمع الاستخبارات وإضعاف رؤيته، وظل مع ذلك ثابتا على دعمه، حيث تمسك بالمنافع الاقتصادية التي ستنتج عن الشراكة بين البلدين، ولا يوافق السياسيون في أمريكا، بمن فيهم نواب جمهوريون، على موقف الرئيس”.
وينوه هالتيواغنر إلى أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر خرج من الجلسة في يوم الأربعاء، وبعد مواجهة قصيرة قدمها وزيرا الدفاع والخارجية للكونغرس، ليقول للصحافيين: “لا أعتقد أن أي أحد في الغرفة لا يعتقد أنه (الأمير محمد) مسؤول عن ذلك”.
ويفيد الكاتب بأن مجلس الشيوخ صوت يوم الأربعاء على الدفع بقرار يدعم إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن، بـ63 صوتا مقابل 37 صوتا، وهو القرار ذاته الذي قدم في آذار/ مارس، حيث فشل بنسبة 55 صوتا ضد 44 صوتا.
ويبين هالتيواغنر أن “محمد بن سلمان واجه في بداية هذا الأسبوع تظاهرات أثناء زيارته لتونس، وكانت بمثابة توبيخ من مواطني دولة عربية رفعوا شعارات أكدت أن تونس لا ترحب بقاتل، وشجبت حكام تونس وقرارهم استقبال ابن سلمان”.
ويذكر الكاتب أن محققا في الأرجنتين وافق على طلب من المنظمة الحقوقية “هيومان رايتس ووتش”، بتقديم دعوى ضد الأمير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد المدنيين في اليمن وقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن عدة دول أوروبية، مثل ألمانيا والدانمارك وفنلندا، أعلنت أنها أوقفت مبيعات السلاح إلى السعوديين، وبررت كل من ألمانيا والدانمارك القرار بمقتل خاشقجي، فيما أشارت فنلندا إلى الكارثة الإنسانية في اليمن.
ويختم هالتيواغنر مقاله بالإشارة إلى أن ولي العهد يواجه معارضة من أكثر من زاوية في العالم، ومقاومة متزايدة للعلاقات الأمريكية التاريخية مع هذا البلد.