MBS metoo

بعدما بدد أموال السعوديين.. سيول جدة تجرف إنجازات ابن سلمان الوهمية

بعد ثلاثة عشر عاما من كارثة سيول جدة التي راح ضحيتها المئات ووقعت خسائر بالمليارات، تكررت المأساة مرة أخرى في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بنفس المشاهد، وأعقبها ذات المطالب بمحاسبة الفاسدين وكشف الفساد.

شهدت مدينة جدة الساحلية التي تقع على البحر الأحمر، غربي السعودية، سيولا تسببت في غرق العديد من المنازل والسيارات، كما جرى عام 2009.

ولا يزال الناشطون على تويتر يتداولون لليوم الثالث على التوالي صورا ومقاطع فيديو توثق الأضرار الناجمة عن السيول، من تكدس للسيارات فوق بعضها، وتضرر في المحلات التجارية، وتسريب المياه للمنازل وغيرها.

واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #سيول_جدة، #جده_تغرق، استمرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الحديث عن مشاريعه الضخمة الوهمية، مثل مشروعي “نيوم”، وذا لاين، وغيرهما، في أعقاب الفشل المتكرر في السيطرة على السيول وتجنيب مدينة جدة آثارها.

وانتقد ناشطون زعم موالين للنظام ومهتمين بالطقس أن ما حدث يأتي ضمن الكوارث الطبيعية التي تحصل في أي بقعة على الأرض، وأن الغضب الذي أعقب السيول يحمل مبالغات وتهويلا، معربين عن رفضهم لتلك المبررات التي يسوقها هؤلاء عبر تغريداتهم على حساباتهم على تويتر.

وذكروا ولي العهد السعودي بأحلامه وطموحاته التي قدمها للشعب من خلال إعلانه عن رؤية 2030، مؤكدين أن هذه الرؤية هي التي كانت تحمل مبالغات، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين والمتورطين في الفساد الذي نتج عنه فشل ذريع في التعامل مع الكوارث الطبيعية.

وذكر ناشطون بأن محاسبة الفاسدين بعد كارثة سيول جدة عام 2009 كانت من مطالب “جمعية حسم” التي اعتقل النظام السعودي أعضاءها واحدا تلو الآخر، وما زال يتحفظ عليهم، فيما أفنى بعضهم حياته داخل المعتقل، ولم يحاسب أحد أو تحل المشكلة حتى اليوم.

وقال المتحدث بالمركز الوطني للأرصاد، حسين القحطاني؛ إن الحالة المطرية التي تأثرت بها جدة شديدة الغزارة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وأضاف القحطان: “استمرت الأمطار حوالي 8 ساعات، وهذه الحالة تعد الأعلى في تاريخ جدة منذ العام 2009”. وتابع المتحدث في المركز الوطني للأرصاد: “لا بد من العمل على المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية”.

 

أكاذيب ابن سلمان

وتفاعلا مع الأحداث، قال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إن ابن سلمان ظن أنه إذا سجن وغيب وضيق على من يطالب بحقوق المواطن وإصلاح الاقتصاد والبنى التحتية، فإن ذلك سيغطي فشله بإدارة الدولة، حتى جاء المطر ففضحه وفضح فشله.

ورأى عبد الحكيم بن عبد العزيز الدخيل، أن ما جرى في جدة من سيول وانهيار للبنى التحتية يكرس الفشل الحكومي، ويعري مشاريع محمد بن سلمان الفاشلة، والأهم أنه يستوجب محاسبة شاملة للمسؤولين، وإسقاطهم على طريق إعلاء خدمة المواطن وليس الولاء للأمير الحاكم.

ونشر الناشط السياسي والحقوقي بدر الشهراني مقطع فيديو يوثق حالات التضرر البالغة جراء السيول، موجها تساؤلا لولي العهد: “فين البنية التحتية يا صاحب الرؤية الفاشلة أيها #القاعد_الملهم”.

وتابع في تغريدة أخرى: “لا يزال ابن سلمان ينتظر مباراة السعودية بولندا في قصوره الشامخة، والمواطن لا يعرف ماذا يفعل من كثرة الخسائر التي حلت به”.

وتساءل: “هل تصدق بأن هناك نيوم وذا لاين وغيرها من هذه الفانتزيات؟ بينما تتكرر سيول جدة كل سنة ولا يحرك ابن سلمان ساكنا”.

وسخر علي بن حسن آل سلوكه، قائلا: “أنا بدأت أقتنع أن الدولة ما قصرت في بناء بنية تحتية صلبة، واتخذت جميع التجهيزات لتفادي الأمطار البسيطة، وبصراحة الغلط من المطر”.

واستنكر صاحب حساب “رجل دولة” والذي يعرف نفسه بأنه خدم لسنوات في منصب استشاري في المملكة، أن ابن سلمان لم يكلف نفسه عناء الاعتذار من المواطنين، ولم يكلف أحدا من وزراء حكومته من ذوي الاختصاص بتفسير ما حدث بالأمس في جدة.

وأشار إلى أن ابن سلمان أمر بتبرير الأمر، والتقليل من حجم الكارثة التي حصلت، قائلا: “لو أن المواطن يرفع صوته فلن يتم تجاهله بهذه الصورة”.

 

رفض التبرير

وتداول ناشطون مقطع فيديو لمواطن تحدث بحرقة وصراحة عما يحصل في جدة، وفند الأسباب التي تتسبب بغرق المدينة كل عام، مستنكرا تقاعس الحكومة عن الحل رغم قدرتها عليه، وتبرير البعض لها بالإشارة إلى أن دولا كثيرة غرقت بفعل السيول.

ونشر رئيس “منظمة سند” الحقوقية سعيد بن ناصر الغامدي، المقطع ووجه رسالة لمن وصفهم بـ”المرقعين للفساد والملمعين للخراب والهدم والدمار والغرق”، قائلا: “اعلموا أن شهادة الزور هي الغموس التي تغمسكم في وحول الفساد وحمأة سقر”.

ونشر العضو المؤسس في حركة أحرار التغيير الوطنية للإنقاذ، عبدالرحمن السحيمي المقطع ذاته، متوقعا اعتقال صاحبه لا محالة لمجرد حديثه بصراحة.

وعرض أحد المغردين مقطع فيديو لتصريحات مسؤول سعودي يعلن فيه أن مشروع درء السيول عن مدينة جدة نجح بامتياز، وإلى جانبها مقاطع للسيول التي أغرقت المحافظة.

وتساءلت نوال العدناني: “ما شعور الذي غرق منزله، أو جرفت السيول سيارته، وهو يرى ابن سلمان أنفق 400 مليون دولار على مباريات المصارعة الحرة، ولم يحمل نفسه عناء التفكير بحماية جدة وأهلها؟”.

 

اتهامات بالفساد

وطالب ناشطون بالتحقيق مع المسؤولين في الأمانات والبلديات “لأنهم سبب الفساد المستعصي”، مناشدين الجهات المعنية بمحاسبة المسؤولين وكشف الفساد.

وقال عبد الله زهراني: “أمانة جدة لم ينجح أحد إطلاقا بها، بل تراكمات الماضي أنهكت تراكمات الحاضر، فزاد الطين بلة”، وفق تعبيره.

وطالب وزارة البلدية بتقصي جميع الحقائق عن أمانات المناطق ومعرفة فصول العبث والفساد المالي والإداري، ومقاولي الباطن والمتسترين خلفهم”.

وتساءل: “أين ذهبت المليارات في صيانة البنية التحتية لجميع المشاريع داخل المدن”؟

وانتقد هشام المدني غياب موظفي أمانة جدة وموظفي بلدية أبحر المفترض وجودهم، والكشف عن هذه المناطق المتضررة من السيول وسرعة شفط المياه.

ووجه حاتم عبد العزيز إدريس بلاغا لهيئة مكافحة الفساد “نزاهة”، ضد أمانة جدة وكل من له علاقة بالبناء في مجاري السيول، بسبب غرق المحافظة أمام مرأى جميع المهتمين بأمانة الإنفاق وجودة المشاريع.

 

قصور آل سعود

وتساءلت الناشطة الحقوقية حصة الماضي: “لم لا نرى قصور #آل_سعود تغرق!؟”.

واستنكر سعيد العنزي معاناة أطفال جدة من عدم توفر الإمكانيات، وأطفال أسرة آل سعود في نعيم ثروات الشعب المنهوبة ينعمون.

وأشارت المغردة حنان إلى أن “هذه الكارثة تتكرر كل سنة، وما نرى لها حل، وعود ثم وعود ثم وعود، والله إن الكفو ما يخلف وعود دام له في الطيب عزه ونخوة”.

وبين آخر أن مأساة غرق جدة تتكرر في كل عام لتذكر بما حدث في 2009، لافتا إلى أن محاسبة الفاسدين، والمشاركة في صنع القرار لوقف تكرار هذه الكارثة كانت من أوائل مطالب جمعية “حسم”.

Exit mobile version