حملت منظمة “معًا من أجل العدالة” السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمن المعتقل لديها، عبد الرحمن الدويش، نجل الداعية المختفي قسريًا، سليمان الدويش، وذلك بعد تدهور حالته الصحية في حبسه الانفرادي ونقله للرعاية المركزة في حالة حرجة.

وطالبت المنظمة طالب الحكومات والأنظمة الدولية باتخاذ مواقف أكثر جدية من النظام السعودي والتدخل لوضع حد لانتهاكاته المتزايدة، وإنقاذ عائلة الدويش التي تتعرض للتنكيل والعقاب الجماعي انتقامًا من السلطات على ممارستهم حقوقهم المشروعة.

كما دعت المنظمة بالتدخل الأممي العاجل وفتح تحقيقات فيما يتعرض له المعتقلون السياسيون في المملكة، وتشكيل لجنة دولية لفحص ظروف احتجازهم ومحاكماتهم، والضغط من أجل إجلاء مصير كافة المختفين قسريًا وضمان محاكمة عادلة لكافة المعتقلين.

اعتقل عبد الرحمن الدويش في الربع الأخير من عام 2021 بعد أن حاول معرفة مصير والده الشيخ سليمان الدويش المعتقل والمختفي قسريًا منذ عام 2016، إذ حاول عبد الرحمن التواصل مع النيابة العامة وبدر العساكر- مدير المكتب الخاص لولي العهد الأمير محمد بن سلمان للشؤون الخاصة، لكن لم تمض سوى أيام قليلة إلا واعتقل الابن، وتعرض للاختفاء القسري لفترة قبل أن يُقدم إلى محاكمة سرية بعد ذلك بشهر.

قُدم عبد الرحمن الدويش لمحاكمة سرية تاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 دون علم عائلته أو ممثله القانوني، وفي 09 ديسمبر/كانون الأول 2021 أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة حكمًا بسجنه عامين بعد محاكمة سرية لم يسمح للعائلة أو وسائل الإعلام حضورها، وفي 03 فبراير/شباط 2022 أُيد الحكم من قبل محكمة الاستئناف في الرياض.

منذ اعتقاله في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تعرض الدويش الابن لسلسلة من الانتهاكات الحقوقية والقانونية على يد الأجهزة الأمنية والقضائية، حيث تم التحقيق معه دون حضور محام، وبحسب مصادر خاصة، أُكره على التوقيع على اعتراف أنه شارك في “إعداد وتخزين ما من شأنه المساس بالنظام العام والتشهير بالآخرين، والمساس بالحياة الخاصة عبر جهازه الجوال وإرساله، وهو الأمر المجرَّم والمعاقَب عليه ضمن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية”.

بعد اعتقاله بأكثر من شهر، نُقل عبد الرحمن إلى العناية المركزة ومكث فيها نحو أسبوعان بعد أن تدهورت حالته الصحية داخل الحبس الانفرادي، بعد ذلك نقلته السلطات إلى سجن شديد الحراسة ومنعت عنه أبسط حقوقه ليشكل استمرار حبسه خطورة على حياته خاصة في ظل أوضاع الاحتجاز غير الآدمية التي تشتهر بها السجون السعودية.