أصيب المستثمرون السعوديون، الذين سحبوا من مدخراتهم واقترضوا للمشاركة في الطرح القياسي لسهم أرامكو، بصدمة بعد الهبوط الحاد لأسهم درة تاج المملكة؛ في أعقاب انهيار اتفاق تقليص الإنتاج بين “أوبك” وحلفائها.

وتراجعت أسهم أرامكو 10% عند بدء التداول، أمس الاثنين (9 مارس)، لتواصل خسائر تكبدتها في اليوم السابق حين هبطت عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 32 ريالاً، فيما سجل السهم 28 ريالاً منخفضاً 6.7% في اليوم التالي.

وشارك عدد قياسي من المستثمرين الأفراد بلغ عددهم 5.1 ملايين، أغلبهم من السعوديين، في الطرح الذي بلغ حجمه 29.4 مليار دولار، وأغراهم الحماس الوطني ووعود بتوزيعات ضخمة وقروض ميسرة بشراء السهم.

ونشر مستخدم في “تويتر” يدعى عبد الله صورة لشاحنة تسير بأقصى سرعة على منحدر زلق وكتب تحتها: “الوضع الآن في (سهم) أرامكو”.

وقالت “أم فهد” ولها أربعة أبناء: “العائلة بأسرها استثمرت في أرامكو أملاً في استثمار مضمون، ولم نعتقد أبداً أنه (السهم) سينخفض”. وقد اشترت أسهم أرامكو هي وزوجها ووالداها وأشقاؤها.

وأضافت: “الانخفاض صادم ومحزن، ولكن لا يسعنا سوى الانتظار حتى يرتفع مرة أخرى”.

كما نقلت “رويترز” عن أبو مطلق (50 عاماً) قوله إنه يتذكر حين قال وزير الطاقة السعودي إن أي شخص لم يستغل فرصة الاستثمار في الطرح العام الأولي لأرامكو “سوف يندم”.

وتابع: “الآن ندمت بالفعل أن أموالي ضاعت على (أسهم) أرامكو”.

ونقلت الوكالة أيضاً عن مدير صندوق في الرياض قوله إن تهاوي السوق فاجأ المستثمرين ولم يتح لهم فرصة للتخارج من سهم أرامكو.

وتراجعت البورصة السعودية اقتداء بالأسواق العالمية التي تراجعت بسبب تفشي فيروس كورونا، ولكنها مُنيت بهبوط حاد بعد نزول أسعار النفط 30% عقب انهيار اتفاق خفض إنتاج “أوبك+” وتحرك الرياض لزيادة إنتاجها وخفض أسعار الخام.

وكان مُعظم من اشترى الأسهم في أرامكو مستثمرين أفراداً من السعودية ومؤسسات في الخليج، في حين امتنعت صناديق عالمية بسبب التقييم.

وقبل الطرح العام الأولي الذي شهد شراء مستثمرين أفراد من السعودية نحو 30% من أسهم أرامكو المطروحة انتشرت لوحات إعلانية على الطرق وفي مراكز التسوق لما سيصبح أكبر طرح عام أولي، حاملة عبارة “أسهم أرامكو قريباً على تداول”.

وتعهدت الحكومة بمنح المستثمرين سهماً مجانياً مقابل كل عشرة أسهم يشترونها في حال الاحتفاظ بالسهم لمدة 180 يوماً.

وجاء الطرح العام الأولي بعد أربع سنوات تقريباً من طرح ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الفكرة سعياً لجمع مليارات الدولارات للاستثمار في صناعات غير نفطية، وتوفير فرص عمل، وتنويع موارد أكبر دولة مصدرة للخام في العالم بعيداً عن النفط.