MBS metoo

بعد هتافات المعتمرين.. هل نشهد تنديداً بصفقة القرن خلال الحج؟

تضع إجراءات صارمة وتمنع أي أحد من التعبير عن رأيه في الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف خلال مواسم الحج والعمرة، هذه هي خطوات السعودية التي تحاول خلالها عدم إظهار أي تعاطف لحجاب بيت الله الحرام والمعتمرين مع قضايا الأمة الإسلامية التي تخالف سياساتها، خلال تأدية المسلمين ركن الإسلام الأعظم.

وهذه المرة لم تفلح الإجراءات السعودية من منع معتمرين أتراك إطلاق هتافات هادرة داخل الحرم المكي لصالح المسجد الأقصى الذي تحتله سلطات الاحتلال الإسرائيلي صديقة المملكة الجديدة، وفي توقيت خطير يمر به.

وهتف المعتمرون الأتراك بصوت واحد: “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، وذلك خلال سعيهم بين الصفا والمروة، ولم يتسنَّ معرفة توقيت المقطع، لكنه جاء بعد موقف سعودي متراخٍ من “صفقة القرن” الهادفة لمنح القدس المحتلة للاحتلال الإسرائيلي.

كما جاءت هذه الهتافات التي صدحت في الحرم المكي، بعد محاولات سعودية تهدف إلى تغيير مفاهيم لدى المسلمين، لا سيما تلك المتعلقة بالنظرة إلى اليهود، وفقاً لما أورده موقع “ذا هيل” الأمريكي.

وجاء انتشار الفيديو على نطاق واسع بعد أيام من طرح الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، في 28 يناير الماضي، خطة السلام المقترحة من طرفها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”.

 

دعم صفقة القرن

وأيدت السعودية خطة ترامب المزعومة التي تنهي القضية الفلسطينية وتعطي القدس بكاملها لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت آخر المواقف السعودية الرسمية المؤيدة لـ”صفقة القرن”، ما قاله وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إن هناك عناصر إيجابية في خطة الرئيس الأمريكي، بحيث يمكن أن تكون أساساً للتفاوض، وهو ما يعد مخالفاً للمواقف الدولية والعربية من القضية الفلسطينية.

وتتضمن خطة ترامب المكونة من 80 صفحة إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لدولة الاحتلال.

وأعلنت الخارجية السعودية عن “تقديرها” لجهود الرئيس الأمريكي بشأن “صفقة القرن” المزعومة، داعيةً إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددة دعمها “كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

وقدرت السعودية ما قالت إنها الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

كما شجعت المملكة “بدء مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة، ومعالجة أي خلافات بخصوص الخطة عبر المفاوضات”.

وأمام المواقف السعودية المتتالية الداعمة لخطة ترامب و دولة الاحتلال الإسرائيلي، قد نشهد خلال موسم الحج القادم موقفاً مندداً بتخاذل المملكة من فلسطين التي لها مكانة دينية ووطنية لدى الكثير من العرب والمسلمين.

وظهرت إرهاصات على احتمال وجود أصوات إسلامية خلال موسم الحج ضد السعودية وسياساتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، وهو غضب الشارعين العربي والإسلامي منها، خاصة في ظل سياسة التطبيع الذي يقودها ولي العهد، محمد بن سلمان، مع “إسرائيل”.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى النشطاء بالفيديو المتداول لمعتمرين أتراك، وهم يهتفون للمسجد الأقصى، مع إطلاقهم تحذيرات من اعتقالهم من قبل السلطات السعودية.

ومع قرب موسم الحج، تصدر السلطات السعودية، تعميمات على الحجاج تدعوهم فيها إلى عدم رفع أي شعارات سياسية، مع تهديدها باتخاذ إجراءات عقابية ضد من يحمل أي رأي سياسي، وذلك خشية من إحراجها أمام العالم.

 

تسويق التطبيع

الكاتب الأمريكي، جيمس زوموالت، يؤكد أن المسلمين بشكل عام يكرهون اليهود، ولكن قادة العالم الإسلامي، وخاصة في السعودية، يحاولون تغيير تلك العقلية.

وتستخدم السلطات السعودية حسب مقال “زوموالت” الذي نشره، اليوم الخميس، في موقع “ذا هيل” مفهوم “التبخير البطيء في سعيها لإدارة تغيير الإسلام لتحقيق الاستقرار تدريجياً في منطقة الشرق الأوسط” من أجل قبول اليهود.

وأكمل موضحاً: “البخار البطيء هو مفهوم تعمل به سفن الحاويات بسرعات منخفضة لتقليل الجهد على المحركات، وتوفير الطاقة، وتقليل الانبعاثات، وتحسين الكفاءة، وقد برهن على أن البطء في بعض الأحيان أفضل من السرعة”.

واستشهد الكاتب بمبادرات السعودية التي تُظهر ما الذي تسعى إلى القيام به من خلالها، موضحاً أن أبرزها “وثيقة مكة المكرمة”، في مايو 2019، خلال مؤتمر لرابطة العالم الإسلامي.

وأوضح أن ذلك المؤتمر، الذي حضره أكثر من 1200 من القادة المسلمين، يمثلون 139 دولة و27 طائفة، قد سعى إلى تنفيذ تغييرات ذات طابع شامل، كما أنه سعى إلى إعلان أن “الإسلاموية” ليست ممثلة للإسلام.

كما أنه عرض لأول مرة قبول المساواة العالمية لحقوق الإنسان للجميع، وذلك كخطوة تأتي في إطار تغيير القاعدة السائدة بأن “المسلمين يتفوقون على كل البشر”.

ولفت إلى أن الوثيقة السعودية تحاول في الواقع تغيير عقلية المسلمين تجاه “غير المؤمنين”، وخاصة اليهود، مشيراً في الإطار ذاته إلى مشاركة السعودية في ذكرى معسكرات النازية.

كما روجت السعودية إعلامية لـ”صفقة القرن” عبر وسائلها الإعلامية الرسمية والوسائل التابعة لها والمقربة منها، وسلسلة من الخطوات التطبيعية المتواصلة والمتزايدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين حتى الآن فإن النشاطات التي يقوم بها الجانبان في هذا الإطار باتت بشكل معلن مؤخراً، حيث سمحت للصحافة الإسرائيلية بإعداد تقارير من داخل المملكة، وزار فريق القناة 12 الإسرائيلية المدينة المنورة وجدة والرياض.

وكان الكاتب السعودي البارز، تركي الحمد، قد دعا سلطات بلاده للسماح للإسرائيليين اليهود بزيارة قبور أجدادهم المدفونين في أراضي المملكة، في مؤشر جديد يظهر تصاعد مظاهر التطبيع بين الرياض و”تل أبيب”.

ورسمياً لا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية و”إسرائيل”، لكن السنوات الأخيرة شهدت تقارباً كبيراً بينهما، وزادت العلاقات بشكل أكبر خلال الأسابيع التي خلت.

ووقَّع وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي، أرييه درعي، يوم الأحد (26 يناير 2020)، على قرار يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية، حيث يمكّن القرار الإسرائيليين من السفر إلى السعودية لتأدية الشعائر الدينية في أثناء الحج والعمرة، أو في إطار رحلة عمل لا تتجاوز 9 أيام.

كما حملت الزيارة غير المسبوقة إلى معسكر الإبادة النازي السابق “أوشفيتز بيركينو” في بولندا، من قبل وفد يضم عدداً من مشايخ مسلمين، ترأسهم وزير العدل السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الجديد، محمد بن عبد الكريم العيسى، يوم الخميس (23 يناير 2020)، إشارة أخرى للتطبيع السعودي مع “إسرائيل”، وسط إشادة من قبل “تل أبيب” بذلك.

ويتعهد نتنياهو بين الحين والآخر بـ”توقيع اتفاقات سلام تاريخية مع مزيد من الدول العربية، وتشكيل تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، وكبح إيران نهائياً”.

Exit mobile version