قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، إن السبب الرئيسي لتردد ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ليس الخشية على مكانة المملكة كما يردد البعض، ولكن بسبب خوفه من جناح الكبار في القصر الملكي، مثل رئيس المخابرات السابق الأمير “تركي الفيصل”.

وأوضحت الوكالة أنه “رغم مراكمة السلطة في يد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلا أنه يظل مقدرا أو خائفا من مواقف الكبار، فوالده الملك سلمان لا يزال ملتزما بالقضية الفلسطينية، ففي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجنب وبشكل واضح الحديث عن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية وأكد دعمه للدولة الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة الأمير “تركي الفيصل” الذي شن هجوما كبيرا على إسرائيل خلال مؤتمر المنامة قبل أيام، “يعبر الأمير عن مواقف هذا الجيل (جيل الملك سلمان) ومن الصعب تخيل أنه تحدث بهذه الحدة (في مؤتمر المنامة) بدون أن يحظى بدعم قوي”.

وقالت الوكالة إن “السياسة السعودية هشة ومعقدة وأكثر مما يعرف المراقبون لها من الخارج لها. وتحتوي على عداء باق لإسرائيل وازدراء للقيادة الفلسطينية”.

وتابعات: “السعودية ليست على عجلة من أمرها للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رغم أن الأسابيع الماضية شهدت توقعات محمومة ببدء السعودية عمليات التطبيع على خطى كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان”.

وذكرت الوكالة أن “تصريحات الأمير تركي الفيصل صبّت الماء على النار عندما وصف الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو بأنها آخر قوة استعمارية غربية”.

وقال مدير الاستخبارات السابق وسفير المملكة سابقا في لندن وواشنطن، خلال مؤتمر أمني في المنامة عاصمة البحرين، تعقيبا على الدعوات للتطبيع: “لا يمكنك معالجة جرح مفتوح بالمسكنات والمهدئات”.

واتهم الأمير “تركي” الإسرائيليين بتدمير بيوت الفلسطينيين حسب رغبتهم واغتيال من يريدون.

وكانت لهجة الأمير حادة وصريحة مقارنة مع اللهجة الهادئة التي بدت من السعودية تجاه إسرائيل في الأشهر الماضية، حيث فاجأت وزير الخارجية الإسرائيلي “جابي أشكنازي” الذي كان يشارك في نفس الندوة عبر الفيديو.

وعبر “أشكنازي” عن “أسفه” من تعليقات الأمير “تركي” وأكد قائلا: “لا أعتقد أنها تعكس روح التغيرات التي تجري في الشرق الأوسط”.

ووفق الوكالة؛ “ربما وجد الإسرائيليون راحة في تصريحات تركي باعتبارها تعبيرا عن مواقفه الشخصية وليست الموقف الرسمي السعودي، ولكن عندما تحدث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في نفس اللقاء اشترط التطبيع مع إسرائيل بتحقيق أماني الفلسطينيين، وقال: نعتقد أن إسرائيل ستحصل على مكانها في المنطقة، مضيفا: من أجل حدوث هذا وأن يكون دائما نريد أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وتسوية الوضع”.

وأضافت: “بالنسبة للذين كانوا يراهنون على تطبيع العلاقات السعودية- الإسرائيلية فالرسالة من المنامة: لا تتعجلوا. صحيح أن المواقف السعودية من إسرائيل تتغير، وليس أدل على هذا من الزيارة السرية- المعلنة لرئيس الوزراء نتنياهو إلى مدينة نيوم واجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا أن الحديث عن اندفاع السعوديين لمعانقة الإسرائيليين والتقاط الصور معهم كان دائما متفائلا، ذلك أن الرهانات بالنسبة للسعودية هي أعلى من رهانات البحرين والسودان والإمارات”.

فالسعودية وفق الوكالة؛ “تتعامل مع موقعها القيادي لدول مجلس التعاون الخليجي بجدية ولن تسمح لنفسها بمتابعة خطوات دول أصغر منها في المنظومة الخليجية وبالتأكيد في موضوع ضخم مثل الاعتراف بإسرائيل. ولأن المملكة قادت الإجماع العربي الداعي للدولة الفلسطينية فستجد صعوبة أكثر من الإمارات بتقديم تنازلات حقيقية أو متخيلة لإسرائيل”.