تعمل رابطة العالم الإسلامي بتكليف من ولي العهد السعودي على تحسين صورته في الولايات المتحدة، قبل زيارة الرئيس الأمريكي المزمعة إلى المملكة منتصف شهر يوليو/تموز المقبل.

وقال موقع “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتي الفرنسي، إن رابطة العالم الإسلامي أقنعت شركة BGR Government Affairs، وهي شركة تعمل في حشد التأييد على دراية بالمملكة العربية السعودية، للمساعدة في تحقيق ذلك.

وسجلت رابطة العالم الإسلامي شركة العلاقات العامة BGR Government Affairs في سجل الوكلاء الأجانب لوزارة العدل الأمريكية، في خطوة تشير إلى نية الرابطة في توسيع جهود تخفيف التوترات بين ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” والرئيس الأمريكي “جو بايدن”.

ويشوب التوتر العلاقات الأمريكية السعودية منذ مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” في 2018 وتقطيع أوصاله على يد فريق من العملاء السعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول.

وكان “بايدن” قد رفض التعامل مباشرة مع الأمير “محمد” بعد تقرير للمخابرات الأمريكية قال إنه متورط في القتل، ونفت الحكومة السعودية أن يكون للأمير “محمد” أي دور في الحادث، قائلة إنه جريمة شنيعة نفذتها جماعة مارقة.

وتسعى الرابطة جاهدة لاستعادة صورة “محمد بن سلمان” من خلال طرح رؤية “معتدلة” للإسلام تروّج لها الرياض حالياً، وتهدف هذه الدفعة إلى تمهيد الطريق لتعاون طويل الأمد بعد زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للعاصمة السعودية، بحسب ما نقله موقع “عربي بوست” عن الموقع الفرنسي.

وأضاف الموقع الاستخباراتي أن العقد المُبرَم بين شركة BGR Government Affairs- التي تنتمي إلى مجموعة BGR التي أسسها المستشار السابق لـ”جورج بوش الأب”، “إد روجر”- ورابطة العالم الإسلامي، والذي يقدر بقيمة 2.15 مليون دولار، ضمن قائمة طويلة من الاتفاقات التي توصلت لها الرياض مع شركات حشد التأييد للترويج لصورتها في الولايات المتحدة.

وبين عامي 2016 و2018 استعانت السفارة السعودية في واشنطن ومركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي السعودي (ذراع الاتصالات الخارجية للمملكة) بخدمات مجموعة العلاقات العامة سابقاً، وهذه المرة، ستعمل شركة BGR Government Affairs مع الأمين العام للرابطة الإسلامية “محمد بن عبدالكريم عيسى”، الذي يشغل المنصب منذ عام 2016، وهو الآن يعتبر مدير القوة الناعمة لـ”محمد بن سلمان” بعد أن شغل منصب وزير العدل السعودي بين عامي 2009 و2015.

و BGR Government Affairs تعد جماعة ضغط ذات خبرة في واشنطن. ومع ذلك، فإنَّ الشركة، التي عملت بالفعل نيابةً عن أذربيجان والبحرين وإقليم كردستان العراق ووزارة المالية الصومالية، من المرجح أن تواجه تحدياً صعباً في محاولة تعديل الرأي العام الأمريكي تجاه محمد بن سلمان، الذي تضررت سمعته بشدة بسبب اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” عام 2018.

وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إن زيارة “بايدن” تهدد “بتشجيع انتهاكات جديدة وترسيخ الإفلات من العقاب” في المملكة حيث شن الأمير “محمد” حملة على المعارضين والخصوم خلال صعوده السريع إلى السلطة.

وأصدرت 13 منظمة حقوقية، منها “هيومن رايتس ووتش” ومجموعة “القسط السعودية” ومقرها لندن، الأسبوع الماضي رسالة مشتركة تحث “بايدن” على ضمان الإفراج عن المعارضين المحتجزين ورفع حظر السفر عن آخرين، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، قبل أن يزور السعودية.

والثلاثاء، أعلن البيت الأبيض، في بيان، أن “بايدن” سيبدأ جولته في المنطقة بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم يتوجه إلى السعودية حيث سيشارك في اجتماع بمدينة جدة يضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق.