لا يولي الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، اهتماما كبيرا بتغير علاقات بلاده، بقدر ما يسعي إلى اجبار الدولتين السابقتين، على احترام المصالح الأمريكية، الذي كان غائبا أثناء فترة “دونالد ترامب”.

جاء ذلك، وفق مقال “أرون ديفيد ميلر”، الذي عمل مستشارا ومحللا ومفاوضا في الإدارات الديمقراطية والجمهورية، شاركه في كتابته “ريتشارد سكولوسكي”، ونشره موقع “بوليتكو”.

ووفق المقال، فإن “بايدن” يريد أن يبعث برسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، أنهما لم يعودا في مركز العالم الأمريكي وعليهما التفكير مليا قبل اتخاذ أي خطوة تقوض المصالح الأمريكية.

وذكر الكاتبان أن “بايدن” لا يبحث في هذا السياق عن فرصة للمواجهة.

وأضافا: “سواء اتخذ مواقف متشددة من إسرائيل والسعودية أم لا، فهذا مرتبط بتجاهلهما عمدا أو محاولتهما تقويض المصالح الأمريكية التي تعمل على تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة”.

وأشار الكاتبان، إلى أنه يمكن الاستنتاج من نهج “بايدن” مع إسرائيل والسعودية منذ دخوله البيت الأبيض أنه يريد أن يرسل رسالة واضحة.

وتابعا هذه الرسالة هي: “قد نظل أصدقاء ولكن على أمريكا الحصول على منافع أكبر، ونظرا للتركيز الكبير على الأمور المحلية وأولويات السياسة الخارجية فربما لن يتوفر لدي الوقت لمشاكلكم، ولا تصعبوا الأمر على الولايات المتحدة في المنطقة وإلا تعقدت الأمور بيننا”.

 

ولكن، وفقا للكاتبين، الإشارات التحذيرية للسعودية وإسرائيل لا تعني أن “بايدن” مستعد لتغيير العلاقة معهما بطريقة جذرية، فلو شعر بالقلق من تصرفهما، وأراد أن يغير العلاقة بشكل كلي، فيجب أن يكون حاسما وأكثر جرأة.

وأشارا إلى أن ضبط العلاقة مع إسرائيل سيكون عبارة عن محاسبة أكثر لها على أفعالها التي تتخذها ضد الفلسطينيين، ودعما مشروطا لو قررت تجاهل توقعات الولايات المتحدة.

وذكرا أن “بايدن” سيدعو إلى تسوية شاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسيعارض التوسع الاستيطاني أبعد من خطوط 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، باعتباره خرقا للقانون الدولي.

ولن تبذل الولايات المتحدة، جهدا للدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بسبب النشاطات الاستيطانية.

وقد تقوم الولايات المتحدة بفرض آلية تمنع فيها استخدام أي تمويل للنشاط الاستيطاني ومراقبة التزام إسرائيل بها.

كما سيكون “بايدن” واضحا، أن أي مبادرة إسرائيلية لضم مناطق ستكون لها تداعيات خطيرة بما في ذلك قطع الدعم أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وعلى الجانب الأخر، سيكو لدي “بايدن” الكثير من الخيارات لتعقيد الأمور أمام السعودية، لو حاولت تخريب جهود العودة للاتفاقية النووية مع إيران.

وتضم هذه فرض عقوبات على “بن سلمان” ورجاله لتورطهم في مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، أو قطع الاتصالات معه بشكل دائم والتأكيد أن الولايات المتحدة لن تقف أمام المحاولات التي تريد جلب السعودية أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اليمن.

بالإضافة لشن حملة نقد لسجل المملكة في حقوق الإنسان ووقف مبيعات السلاح للمملكة وسحب السفير الأمريكي ومعاملة الدبلوماسيين السعوديين كمنبوذين.

فضلا عن زيادة الضغط على السعودية لتخفيض مستويات الانبعاث الكربوني أو لي ذراع السعودية لفتح حوار مع إيران.

وأكدا الكاتبان أن “بايدن” لن يلجأ إلى أي من هذه الخيارات، إلا في حالة لم تترك له السعودية وإسرائيل أي خيار.