تجهيزات مترفة شملت 7 طائرات للتنقل و700 مرافق و350 سيارة ليموزين وإقامة في قصر هو الأغلى في العالم”.. هكذا كانت زيارة ولي العهد الأولى إلى أوروبا، منذ اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”، والتي تعتبر الخطوة الأولى لعملية “إعادة تأهيل” تأمل منها السعودية، إنهاء سنوات من المنفى الاختياري للحاكم الفعلي للسعودية.

التجهيزات وصفتها وسائل إعلام غربية بأنها “مترفة”، بسبب ضخامة الوفد الذي رافق الأمير الشاب، والتجهيزات اللوجستية الأخرى التي صاحبته.

وكان الأمير “بن سلمان”، زار اليونان وفرنسا نهاية الأسبوع الفائت، وذلك في أول زيارة له إلى القارة الأوروبية منذ العام 2018.

وحسب صحيفة “الجارديان”، فإن “بن سلمان”، وصل إلى أثينا، بوفد قوامه 700 فرد على 7 طائرات، يقال إن إحداها كانت منتظرة كمستشفى.

فيما كشفت بوابة الأخبار اليونانية، في تقرير لها، أن البعثة السعودية طلبت 350 سيارة ليموزين، معلقة بالقول إنه “طلب فاق العرض لدرجة أنه كان لا بد من إحضار السيارات من بلغاريا وألمانيا”.

كما أنه تم إرسال 180 حقيبة مليئة بالملابس والأحذية والأغراض الشخصية الأخرى من أجل إقامة ولي العهد في فندق فورسيزونز في الريفيرا الأثينية.

أشار موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إلى أن معظم أعضاء الوفد السعودي أقاموا في فندق “الفورسيزونز”، في “فولياغميني” على ساحل أثينا، وحرصوا على إحضار أوانٍ وأدوات مائدة وأغطية أسرّة معهم، حتى لا يضطر ولي العهد إلى استخدام أي شيء ليس مألوفاً له.

فيما ذكرت بوابة “إنفيميريدا” اليونانية، الأربعاء، أنه “قبل أيام قليلة وصل طلب خاص للألواح الزجاجية المضادة للرصاص، والتي تم تركيبها برافعة عملاقة في الجناح الذي استولى عليه بن سلمان”.

وأضافت وسائل الإعلام أن الأمير الشاب كان “قلقًا للغاية” من تعرضه للتسمم، حيث رفض جميع الدعوات لتناول الطعام خارج الفندق، باستثناء الحفل في متحف الأكروبوليس، بعد جولة ليلية في الموقع قدمها وزير الثقافة شخصيًا.

وكان الأمير “بن سلمان”، قد حظي باستقبال خاص في “أكروبوليس” أثينا، مهد الديمقراطية قبل 2500 عام، ووفقاً للصحيفة اليونانية، فقد مكث فوق الهضبة لفترة طويلة، مبدياً إعجابه بمنحوتات معابد البارثينون وإريخثوم وبروبيلايا.

اختُتمت الليلة في متحف أكروبوليس، حيث قُدِّم لولي العهد طبق غاموبيلافو التقليدي وملفوف ورق العنب ولحم الخروف الكريتي.

أما الحلوى فكانت الكاتيفي، وهي معجنات تقليدية محشوة بالمكسرات.

وشهدت زيارة “بن سمان” لليونان، توقيع حوالي 17 اتفاقية ثنائية في عدة قطاعات، مثل الطاقة والسلاح والغذاء والثقافة، وإحدى هذه الصفقات، التي بلغت قيمتها حوالي مليار دولار كانت لنظام كابل بيانات تحت الماء.

وُقعت هذه الاتفاقيات في المتحف، وهو ما أكدت الحكومة اليونانية أنه لم يحدث من قبل.

كذلك، ظهرت مظاهر البذخ حينما سافر ولي العهد إلى فرنسا، الخميس، حيث أقام “بن سلمان” في قصر لويس الرابع عشر، في لوفيسيان على أطراف باريس، الذي يوصف بأنه أغلى منزل في العالم، قبل اجتماع مع الرئيس “إيمانويل ماكرون”.

وقصر “لويس الرابع عشر”، اشتراه “بن سلمان”، في 2015، بقيمة 300 مليون دولار أمريكي، وهو القصر الذي يضم نافورة مذهَّبة، وتماثيل رخامية، ونحو 57 فداناً من الحدائق الطبيعية والمناظر الخلابة.

ووفق صحيفة “ذا صن” البريطانية، في تقرير سابق، عن القصر الفاخر، الذي يتميز بوجود حوض أسماك مائي هائل في الداخل، فإن “بن سلمان” عندما اشترى قصر “لويس الرابع عشر” لم يكن يريد أن يعرف أحد عن ذلك، حيث أخفى ملكيته بعناية باستخدام شركات وهمية في فرنسا ولوكسمبورج.

ولكن بعد مزيد من التحقيق، اتضح أن تلك الشركات تعمل تحت مظلة شركة “Eight Investment” السعودية، التي يديرها، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير بنفسه.

وقبل أن يشتري “بن سلمان” القصر، كانت الممثلة الأمريكية “كيم كاردشيان” قد اتخذته مكانا لزفافها من مغني الراب “كاني ويست”.

وتعتبر الميزة الأكثر روعة في قصر “لويس الرابع عشر” هي غرفة التأمل التحت مائية الموجودة في الجزء السفلي من المنزل، وهي غرفة شفافة تحت الماء، حيث يمكنك أن ترى سمك الحفش والكوي يسبح بكل وضوح و هدوء خلف الزجاج المغمور بالماء .

كما تشمل الميزات الفخمة الأخرى تمثال لويس الرابع عشر المصنوع من رخام كارارا باهظ الثمن، والذي يطل على أراضي مساحتها 57 فدانا بجوار القصر.

أما فيما يتعلق بالراحة، فهناك 10 أجنحة من غرفة نوم وغرفة استقبال ضخمة مع سقف قبة مطلية بارتفاع 52 قدما ومكتبة وقبو لحفظ النبيذ، والذي يمكنه تخزين ما يصل إلى 3000 زجاجة نبيذ معتق فاخر، وهو ما يكفي بحد ذاته للتغلب على أي قصر آخر.

كما يحتوي القصر على حمامات سباحة داخلية وخارجية، وقاعة سينما خاصة، وملعب اسكواش، وغرفتي رقص، وملهى ليلي خاص.