أعلنت السعودية موازنتها لعام 2019 وتتضمن إنفاقا يقارب ثلاثمئة مليار دولار بزيادة تبلغ نحو مليار دولار عن الإنفاق الفعلي للعام الجاري، في حين تواجه المملكة تحديات عديدة، بينها ارتفاع نسب البطالة بين السعوديين، واحتمالات استمرار تدني أسعار النفط، وزيادة حجم الديون.
ويقدر عجز الموازنة بنحو 35 مليار دولار، أي أكثر من 4% من إجمالي الناتج المحلي ليصبح مجموع العجز المتراكم منذ 2014 نحو 313 مليار دولار، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت رويترز عن خبراء قولهم إن تقديراتهم للناتج المحلي الإجمالي السعودي وإيرادات النفط تشير إلى أن العجز ربما يتسع مجددا في 2019 إلى ما يزيد على 7% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويتوقع أن يرتفع الدين العام إلى 180 مليار دولار العام المقبل، وهو ما يعادل 22% من إجمالي الناتج المحلي.
وانكمش الاقتصاد العام الماضي، وعلى الرغم من أن تقديرات الحكومة تشير إلى أنه نما 2.3% في 2018 فإن هذا يمثل تباطؤا عن سنوات الازدهار في وقت سابق من هذا العقد، كما أنه غير كاف على نحو كبير لكبح معدل البطالة القياسي البالغ 12.9% بين السعوديين كما تؤكد رويترز.
ضغوط
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن إعلان موازنة السعودية جاء في وقت تتعرض فيه المملكة لضغوط دبلوماسية وتواجه أزمة علاقات عامة على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وحرب اليمن، في حين تسعى لجذب استثمارات خارجية بهدف تنويع اقتصادها.
وتوقعت الصحيفة أن تواجه المملكة النفطية تحديا رئيسيا العام المقبل يتمثل في احتمال بقاء أسعار النفط بمستوياتها المتدنية.
وهبطت أسعار خام مزيج برنت بأكثر من 5% أمس الثلاثاء عند 56.26 دولارا للبرميل، وخلال الجلسة بلغ برنت أدنى مستوى في 14 شهرا عند 56.16 دولارا للبرميل.
أما مجلة إيكونوميست البريطانية فقالت -في تقرير تحت عنوان “الإصلاحات الاقتصادية السعودية لا تجتذب المستثمرين”- إن الوظائف هي الصداع الأكثر إزعاجا للمملكة التي تحتاج إلى إنشاء مليون ومئتي وظيفة بحلول عام 2022 للمواطنين السعوديين.
وأضافت المجلة أن الشباب السعوديين مترددون في مباشرة الأعمال اليدوية، كما لا تستطيع الشركات تحمل رواتبهم مقارنة بالرواتب المتدنية للعمال الأجانب.
وتابعت أنه على الرغم من إعجاب معظم الشباب السعوديين بالأسلوب الجريء وربما المتهور لولي العهد السعودي محمد بن سلمان فإنه يثير قلق المستثمرين، فمن دون المال الأجنبي -تقول المجلة- سيجد بن سلمان صعوبة في إبقاء كل هؤلاء الشباب السعوديين سعداء.