كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة اللبنانية السابق “سعد الحريري”، التقى قبل فترة قصيرة وقبيل عودته إلى لبنان من إحدى جولاته، ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، بعد فترة طويلة من آخر لقاء جمعهما.
ووفق المصادر، فإن “الحريري عاتب بن سلمان عتاباً كبيراً بسبب تخلي السعودية عنه وعن تياره السياسي، وأنه دفع ثمن علاقته بالمملكة وقام بالتسوية الرئاسية للحفاظ على المكتسبات التي أرساها والده الراحل”.
وقالت المصادر إن “حديثاً طويلاً دار بينهما عما يمكن للحريري فعله في دولة يسيطر عليها حزب الله بشكل كبير، وأن بن سلمان قال للحريري إن السعودية وقفت إلى جانب لبنان بكل مكوناته واحتضنت اللبنانيين في المملكة، في حين أن لبنان وقف بشكل كبير ضد سياسات السعودية في المحافل الدولية والعربية”.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطاحت بحكومة “الحريري” التي حل محلها حكومة “حسان دياب”.
وقال “بن سلمان” لـ”الحريري” أيضا، إن “الحكومة اللبنانية لم تصوّت في الجامعة العربية ضد انتهاكات جماعة الحوثي ومن خلفها إيران للأراضي السعودية”، وفق المصادر التي تحدثت لـ”عربي بوست”.
وبرر “الحريري” لولي العهد السعودي ما جرى بأن لبنان يحكم بالتوافق وأن مجموعة من اللبنانيين لا يستهان بها تقف مع حزب الله وحلفائه وأنه استطاع أن يكرّس توازناً سياسياً في البلد لصالح المحور العربي الذي تقوده السعودية عبر تعزيز الخطاب الذي تتبناه في الساحة التي يمثلها في لبنان
وشددت المصادر على أن “اجتماع الحريري مع بن سلمان خلص لنتيجة واحدة، هي أن يعود الحريري لبيروت ويعمل على لملمة البيئة السنية والحليفة لها بحيث يعيد التوازن مع حزب الله وفريقه”.
وأكد “بن سلمان” لـ”الحريري”، بحسب المصادر ذاتها، أهمية التواصل مع المتحالفين السياسيين الذين تجمعهم مع “الحريري” سنوات نضال مشتركة ضد هيمنة سلاح الحزب.
وتساءل “الحريري” خلال لقائه “بن سلمان” عما إذا كانت السعودية قد أوحت لشقيقه “بهاء” بالعودة للعب دور سياسي في لبنان، لكن “بن سلمان” نفى ذلك، وأكد أنه لا يريد التدخل في الأمر وأن “بهاء” يعمل دون إذن سعودي في لبنان، وهو ما أخذ “الحريري” لاستدراك أن جهة أخرى هي من دفعت شقيقه للعودة ولعب دور عبر منتديات المحامي “نبيل الحلبي”.
ويعمل مستشارو “الحريري” الاقتصاديون على قدم وساق لإخراج ورقة اقتصادية تحاكي المرحلة، فيما يعكف “الحريري” على جمع الصف السني عبر لقاءات مع الحزبيين في تياره، والمقربين من مشروعه السياسي.
فيما يُجري “الجريري” أيضاً لقاءات مستمرة مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي “وليد جنبلاط”، ورئيس مجلس النواب “نبيه بري”.
وتشهد مناطق لبنانية، منذ فترة، احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية، خاصة في ظل تجاوز سعر صرف الدولار الواحد 5 آلاف ليرة في السوق غير الرسمية، بينما يبلغ 1507.5 ليرة لدى مصرف لبنان.
والخميس، أكد “الحريري”، أن “قانون قيصر” الأمريكي الذي يتضمن عقوبات بحق سوريا ودخل حيز التنفيذ، ستكون له تداعيات على لبنان، وأن الدولة والحكومة اللبنانية يعود لها أن ترى كيف ستتعامل مع القانون.