كشفت تقارير باكستانية، أن زيارة حاسمة من المقرر أن يجريها رئيس الوزراء السعودي “محمد بن سلمان” إلى إسلام آباد ولقاء نظيره الباكستاني “شهباز شريف” الشهر المقبل أصبحت رهينة لتحرك احتجاجي توعد بتنفيذه سلفه “عمران خان”.

وبعد قرار استبعاده من أي منصب عام لمدة 5 سنوات، توعد رئيس الوزراء الباكستاني السابق بتنظيم “مسيرة طويلة” تجاه العاصمة في مسعى منه للدعوة لانتخابات مبكرة من المقرر إجراؤها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل، ودعا إلى اجتماع طارئ لحزبه لمناقشة مسار العمل المستقبلي.

ونقلت صحيفة “تريبيون” الباكستانية عن مصادر مطلعة قولها إن مسؤولين باكستانيين وسعوديين على اتصال مستمر للتحضير لزيارة ولي العهد السعودي لإسلام آباد، ومن المتوقع أن يمنح الضيف الخليجي حزمة إنقاذ مالية حاسمة للدولة المضيفة.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الباكستاني دعا نظيره السعودي لزيارة إسلام في يوليو/ تموز الماضي.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت لجنة الانتخابات الباكستانية، أن “خان” غير مؤهل للمشاركة في أي انتخابات مقبلة أو تولي منصب عام، لعدم الكشف عن تفاصيل الهدايا التي تلقاها عندما كان رئيسا للوزراء.

وبموجب القرار، سيواجه “خان” تهما جنائية بسبب إخفاء تفاصيل الهدايا التي تلقاها من عدة دول خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء التي استمرت لأكثر من 3 سنوات.

ونظم لاعب الكريكيت السابق سلسلة من التجمعات المناهضة للحكومة منذ الإطاحة به من السلطة في تصويت بحجب الثقة في البرلمان في أبريل / نيسان.

 

دافوس في الصحراء وخلاف النفط

وبدأ “شريف”، مساء الإثنين، زيارة تستغرق يومين للسعودية؛ لحضور قمة “دافوس في الصحراء” التي تعد مبادرة من ولي العهد السعودي؛ تهدف لتوسيع دور المملكة خارج النفط في الاقتصاد العالمي.

ونقلت صحيفة “تريبيون” عن مصادر رسمية قولها إن رئيس الوزراء الباكستاني يحضر القمة تلبية لدعوة من ولي العهد السعودي، وسيحضر المؤتمر الذي يستمر يومين ومن المقرر أن يلتقي بالقيادة السعودية.

وتنعقد قمة “دافوس في الصحراء” في وقت تشتبك فيه السعودية والولايات المتحدة بسبب قرار تحالف “أوبك+” الذي تقوده الرياض وموسكو خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على الرغم من طلب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عكس ذلك.

وحذر” بايدن” من أن السعودية سيتعين عليها مواجهة عواقب القرار، وأن إدارته ستعيد النظر في العلاقة الثنائية الممتدة منذ 80 عامًا مع الدولة العربية.

وقال منظمو القمة إن المسؤولين الأمريكيين لم تتم دعوتهم لحضور قمة الاستثمار، ومع ذلك، سيحضر 400 رئيس تنفيذي من شركات أمريكية مختلفة.

وفي المقابل، سيصل وفد صيني قوي للرياض لحضور القمة وتسليط الضوء على دفع المملكة الخليجية لتنويع خياراتها والنظر إلى ما وراء الغرب.

وتعتبر باكستان المؤتمر فرصة للفت انتباه العالم إلى الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.

 

مصفاة ومجمع البتروكيماويات

وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة “ذي نيوز” أن إسلام آباد نجحت في إقناع الرياض في إنشاء مصفاة بقيمة 12 مليار دولار، مجمع للبتروكيماويات.

وأوضحت أن ذلك يأتي بعد أن رمت إسلام أباد بثقلها وراء الرياض، التي اصطدمت واشنطن بسبب خفض إنتاج النفط.

وذكرت أن الاستثمار السعودي بالمصفاة التي تقع بالمياه العميقة في ميناء “جوادر”، كان ضمن مشروع سابق اتفق عليه “بن سلمان” مع رئيس الوزراء السابق “عمران خان” في عام 2019، لكن بسبب خلافات حول السياسية الخارجية للبلدين تم تعليقه.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يتم الإعلان الرسمي عن إنشاء المصفاة ومجمع البتروكيماويات، خلال زيارة الوفد السعودي رفيع المستوي برئاسة ولي العهد لإسلام آباد الشهر المقبل.