خاص: حاولت صحيفة “الجارديان” البريطانية الربط بين قرارات المملكة العربية السعودية بشأن أسعار النفط وتقليل المعروض منه، ومحاولة النظام السعودي لإرغام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على التعامل مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كما تعامل سلفه “دونالد ترامب” معه في أزمة الطاقة بين المملكة وروسيا.

وقالت الصحيفة في مقالة لها، للكاتب ستيفاني كيرشغيسنر: “عندما سُئل جو بايدن مؤخرًا عما إذا كانت أسعار الغاز ستنخفض قريبًا، قدم الرئيس الأمريكي تفسيرًا غامضًا لكيفية كون علاقاته المتوترة مع المملكة العربية السعودية مسؤولة جزئيًا على الأقل عن السعر في المضخة”.

وذكر كاتب المقال أن “بايدن” اعترف أن رفع أسعار النفط يحدث انتقامًا لقراره الشخصي بعدم التحدث مع – أو الاعتراف – ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بنظيره.

 

– أشياء لا بد من حدوثها:

وكان “بايدن” قال في لقاء على قناة CNN إن “أسعار الغاز تتعلق بمبادرة سياسة خارجية تتعلق بشيء يتجاوز تكلفة الغاز”، مضيفًا: “هناك الكثير من أهل الشرق الأوسط الذين يريدون التحدث معي، لست متأكدًا من أنني سأتحدث معهم “.

ورهن “بايدن” مرونة موقفه في التعامل مع “ابن سلمان” بما قاله حول اعتماد قراره على بعض الأشياء في المستقبل القريب الذي يجب على المملكة أن تقوم بها، دون أن يذكرها.

 

– الحل مجرد مكالمة هاتفية!

ورجح “كيرشغيسنر” أنه “من المحتمل أن ولي العهد يسعى للحصول على مكالمة هاتفية مماثلة لتلك التي تلقاها من سلف بايدن، دونالد ترامب، في أبريل 2020، عندما اتصل الرئيس آنذاك بالأمير محمد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعا إلى اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط. في هذه الحالة، تضررت شركات النفط الصخري الأمريكية بشدة من المواجهة بين روسيا والسعودية، وتباهى ترامب لاحقًا بأن دعوته ساعدت في إنهاء الانقسام الواضح.

وحول مدى إمكانية استخدام “ابن سلمان” لنفوذه على “بايدن” لإجبار الإدارة الأمريكية على التراجع عن موقفها منه، توقع كاتب المقالة أن الجواب نعم بالتأكيد، مشيرًا إلى أن محمد بن سلمان يشتهر بحساسيته للانتقاد. ونقل الكاتب عن جيرالد فييرستين، السفير الأمريكي السابق في اليمن، قوله: “إنه يشعر بالاستياء من موقف الإدارة، على الرغم من أن الإدارة قد اتخذت نهجًا أكثر تواضعًا بكثير مما توقعه الناس”.

من جهة أخرى، قال بن رودس، النائب السابق لمستشار الأمن القومي لباراك أوباما: “لا أنصح بلقاء محمد بن سلمان، فهو يهدف إلى إيصال أنه لا توجد عواقب لما فعله، وإن تطبيع مكانته كرئيس فعلي للدولة جزء لا يتجزأ من رغبته في وضع حادثة جمال خاشقجي وراءه”.

من ناحيته، قال بروس ريدل من معهد بروكينغز، وهو خبير سعودي ومحلل سابق في وكالة المخابرات المركزية، إن “بايدن” يمكن أن يتوقع أن الأمير محمد سيسعى بقوة لمصافحة إذا وجد الاثنان نفسيهما على مقربة، مضيفًا: “أعتقد أنه يجب أن يذهب إلى أبعد من عدم التحدث إليه”.

 

– التسرع خوفًا من عدم اعتلاء العرش:

بينما رأى مراقبون للشأن السعودي والخليجي، أن رهن “ابن سلمان” للاقتصاد السعودي والعالمي تبعًا لأهوائه ورغباته، وانتصارًا لنفسه؛ سيؤدي لمزيد من المشاكل الاقتصادية والسياسية للمملكة، وأن هذه التصرفات الرعناء لابد لها من التوقف وإلا فسيكون لها عواقب وخيمة.

في حين أكد آخرون أن الاتجاه الذي يسير فيها “ابن سلمان” الآن، قد يدفع لمزيد من الاحتقان في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، ما سيكون له أكبر الأثر على علاقة المملكة بمعظم عواصم الدول الغربية، وأنه لو كان “ابن سلمان” يفكر بشكل منطقي عقلاني، لعلم أنه سيكون على “بايدن” التعامل معه في وقت قريب سواء شاء أو أبى، فحينما يجد نفسه ملكًا سيجبر “بايدن” على التعامل معه، ولكن يبدو أن “ابن سلمان” لا يرى نفسه ملكًا، أو أن العقبات أمامه حتى الوصول للعرش قد تمنعه من الجلوس عليه.