تقرير خاص

أعاد ما ذكرته عدة دوريات صحفية غربية حول وجود ضغوط من الرئيس الأمريكية، دونالد ترامب، على الرياض لإعادة الرحلات الجوية مع الدوحة، الكلام حول المصالحة الخليجية، وأن وقتها قد حان في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعم المنطقة بشكل عام.

فقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الرئيس “ترامب” يضغط شخصيًا على القيادة السعودية لإعادة فتح المجال الجوي مع قطر، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية  توصلت إلى قناعة بأن لا تشغل نفسها بالمصالحة، وتكتفي بالضغط على السعودية لإعادة فتح المجال الجوي، بدلاً من اضطرار الطيران القطري للتحليق فوق طهران بشكل متكرر.

وتعللت الإدارة الأمريكية بطلبها هذا، أن أموال كثيرة تذهب إلى الخزينة الإيرانية بسبب تحليق الطيران القطري في الأجواء الإيرانية، وهو مصدر إزعاج للأمريكيين.

مبادرة جديدة لحل الأزمة:

مساء الجمعة الموافق الخامس من يونيه، خرج وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، بتصريحات أدلى بها لقناة “الجزيرة”، أكد فيها وجود مبادرة جديدة لحلحلة الأزمة الخليجية، ولإيجاد مخرج لها.

وفي تلك التصريحات، قال “آل ثاني” إن بلاده منفتحة على الحوار مع دول الأزمة الخليجية، لافتًا إلى أن هناك مبادرة كويتية جديدة لحل الأزمة، مضيفًا: “الأجواء إيجابية تجاه المبادرة الجديدة، ونأمل أن تسفر عن خطوات إيجابية”.

وحول المبادرة السابقة، والتي كانت نهاية العام الماضي، قال وزير الخارجية القطري إن حوار بلاده مع الرياض كان إيجابيًا، لكنه توقف دون معرفة الأسباب، متابعًا: “كنا ملتزمين باتفاق الرياض، والمحاضر تثبت ذلك، ودول الحصار انقلبت على الاتفاق”.

وقال: “نحن حريصون على وحدة مجلس التعاون بصرف النظر عمّا حدث، والحصار أضرّ بسمعته (المجلس)”، مشددًا على أن المنطقة “تعيش فترة ساخنة تتطلب حكمة في الحلول لضمان عدم انفجار الأوضاع”.

وفي الوقت ذاته، لفت الوزير القطري إلى أن دول الحصار استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لتجييش الرأي العام ضد قطر التي لطالما طالبت جيرانها بعدم إقحام الشعوب في الأزمة وخلق الكراهية بينها.

وأضاف: “للأسف وجدنا، خصوصًا من مغردين بالإمارات، تجاوزًا على حرمات وتجاوزًا على النساء.. هذه التجاوزات كانت تعتبر خطًا أحمر بالنسبة لمجتمعاتنا”.

هل يوجد آفاق لمصالحة خليجية؟

رأى المحلل “ياسر أبو هلالة” في صحيفة “العربي” اللندنية أنه “لا توجد خلافات واقعية قابلة للحل حتى تنجح الوساطات، كويتية أو أمريكية، فالأسباب المعلنة لشن الحرب على قطر ليست جديدة، والسياسة الخارجية المستقلة لقطر غير مرضية للسعودية والإمارات ومصر منذ عام 1995”.

بينما أظهرت “أخبار الخليج” البحرينية الرواية الرسمية للدولة ولجبهة المقاطعة على أن: “حل الأزمة القطرية مع دخولها عامها الرابع هو بتقيدها بالمبادئ النابعة من اتفاقيتي الرياض 2013 و2014، والتزامها الجاد بمكافحة التطرف والإرهاب، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية… حتى تعود قطر إلى حاضنتها الخليجية والعربية”.

وما بين تلك الرؤيتين وقفت الأزمة بين الطرفين محلك سر لكل هذه الأعوام الماضية، فكلا الطرفين لازال يتشبث بمطالبه، رغم وجود إقرار سعودي ضمني على أن قطر عبرت الأزمة، وأنه لابد من إيجاد حل ولكن وفقًل لرؤية المملكة، بينما تسعى قطر لإيجاد حل للأزمة ولكن من غير وصاية سعودية عليها.

وبين آراء الطرفين تقبع شعوب دفعت وحدها ثمن تلك المقاطعة، من قطع لأواصر اجتماعية كانت موجودة، وشحن إعلامي متواصل تسبب في مشاحنات بين الشعوب، لن يستطيع أي حل سياسي مستقبلي -إن وجد- أن يتعامل معه بسهولة، بل سيكون من الصعوبة التغاضي عن كل ما حدث بين الشعوب، حتى وإن تصالحات القيادات السياسية، والأمر سيحتاج لسنوات تطول عن عمر الأزمة لنسيان ما حدث.