خاص: أفردت صحيفة “فير أوبزرفر” في تقرير لها استمرار نظام “ابن سلمان” في المملكة العربية السعودية في استهداف وقمع نشطاء حقوق الإنسان وكل من يخالفه الرأي، وإصراره على قمع أي معارضة مسموعة داخل المملكة.

وأكدت الصحيفة أنه “بينما يستمر ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان في الاستمتاع بقبضة يده مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والأرباح المفاجئة من الارتفاع الكبير في أسعار النفط، يستمر نشطاء حقوق الإنسان في ملاحقته بإصرار انتهاك حقوق الإنسان في المملكة”.

 

قصة مأساوية لأسرة بأكملها:

وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى الحكاية المأساوية للداعية البارز “سليمان الدويش” وأبناءه الذين تعرضوا جميعًا للاعتقال، قائلة إن موقع alqst.org، الذي يتخذ من لندن مقراً له، نشر هذا الأسبوع تقريراً مفصلاً عن اعتقال واختفاء نجل رجل دين محافظ بارز، والذي اعتقل هو نفسه في عام 2016 واختفى بعد ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمة زعمت أن والد “عبد الوهاب” الذي اعتقل هو الآخر بعد مطالباته بمعلومات عن مصير أبيه، مثل أمام محمد بن سلمان بالسلاسل وتعرض للضرب على يد ولي العهد. كان رجل الدين من أشد المؤيدين للأسرة الحاكمة، لكنه خسر بشكل مذهل في عام 2016 بعد أن نشر سلسلة من التغريدات. يصف رمزي قيس في كتابه لمنظمة حقوق الإنسان الديمقراطية للعالم العربي الآن ( DAWN ) ومقرها واشنطن ما حدث لسليمان الدويش بالتفصيل.

ونقلت الصحيفة ما قاله “قيس”: “في التغريدات التي استفزت على ما يبدو خاطفيه، كتب الدويش عن مخاطر قيام الأفراد بتزويد “أبنائهم المدللين” بسلطات ومسؤوليات مفرطة دون مساءلة ورقابة”. ربما كانت إشارة غير دقيقة إلى الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان، اللذين كانا في ذلك الوقت يكتسبان قوة سياسية جديدة بعد أن عينه والده قبل عام وزيراً للدفاع ونائباً لولي العهد. وبحلول عام 2017، أصبح محمد بن سلمان وليًا للعهد.

وتابعت الصحيفة أن “الدويش اختفى بعد اعتقاله في مكة. وفقًا لشاهد عيان، سرعان ما تم نقله جواً إلى الرياض، حيث تم نقله وتقييد يديه بالسلاسل إلى مكتب محمد بن سلمان نفسه. وبحسب مصادر منّا لحقوق الإنسان، أجبر محمد بن سلمان الدويش على ركبتيه وبدأ في الاعتداء عليه شخصيًا – لكمه في صدره وحنجرته- بشأن تغريداته، ما جعل “الدويش” ينزف بغزارة من فمه وفقد وعيه. ثم احتُجز في مركز احتجاز غير رسمي يقع في قبو قصر ملكي في الرياض.

ووفقًا لمصادر القسط، فقد تم استخدام الطابق السفلي من هذا القصر لسجن وتعذيب كبار المسؤولين السعوديين والأعضاء المنافسين من العائلة المالكة، من قبل حاشية محمد بن سلمان. ماهر المطرب وسعود القحطاني، وهما عضوان في فريق الاغتيال الشهير ” فرقة النمر ” المسؤول عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي ومعارضين سعوديين آخرين، كانا مسؤولين عن إدارة السجن السري وأشرفوا شخصيًا على تعذيب الدويش”.

 

الابن المدلل مع طعم الدم

ونقلت الصحيفة كذلك عن “القسط” استمرار مطالبتها بإجابات على مصير “سليمان”، مع دعوة السلطات السعودية بالإفراج عن ابنه فوراً ودون قيد أو شرط وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه.

ولكن كما هو الحال مع القضايا الأخرى، لم يلتفت محمد بن سلمان والنظام القضائي المستلقي الذي يجيب عليه إلى الدعوة، خاصة وأن الحكومات الغربية نفسها اختارت تجاهل انتهاكاته المتعددة إلى حد كبير، والتي كان أكثرها انتشارًا هو الأمر بقتل جمال خاشقجي، على حد قول الصحيفة.

على الرغم من أن إدارة بايدن تزعم أن الرئيس أثار قضية خاشقجي وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى مع ولي العهد، فقد جادل نشطاء حقوق الإنسان بأن كل ما حققه بايدن في لقائه مع محمد بن سلمان هو زيادة جرأة ولي العهد.

في الواقع، حُكم على طالب دكتوراه سعودي يدرس في جامعة ليدز بتزايد العقوبة السابقة لمدة ثلاث سنوات بشكل كبير. كانت جريمتها هي نشر تعليقات تنتقد النظام على موقع إلكتروني على الإنترنت. كانت سلمى الشهاب قد عادت إلى المملكة في إجازة عندما تم القبض عليها. في 9 أغسطس، حكمت محكمة الاستئناف على المرأة البالغة من العمر 34 عامًا وهي أم لطفلين صغيرين بالسجن 34 عامًا. وكأن هذا لم يكن كافيًا، أمرت المحكمة، بعد الإفراج عنها، بأن هذه السيدة ستواجه حظرًا من السفر لمدة 34 عامًا.

في 15 آب (أغسطس)، كشفت الأرقام أن إعدامات في الأشهر الستة الأولى من عام 2022 بلغت 120. وتم تنفيذ 81 إعدامًا في يوم واحد. هذا هو الرقم الأكبر في تاريخ المملكة. وهذا الرقم أكبر من إجمالي عدد الإعدامات في العامين الماضيين، مما يسخر من وعود السعودية بالحد من الإعدامات. إنه يثير تساؤلات حول ما حققه بالضبط اجتماع بايدن مع محمد بن سلمان.