خاص: كانت لزيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للمملكة العربية السعودية، والقمة العربية التي قام ولي العهد السعودي “ابن سلمان” باصطناعها على شرف الضيف الصيني، آثار ونتائج قد تكون مفيدة للمملكة من ناحية ومدمرة لعلاقاتها مع الغرب من ناحية أخرى.

وتطرق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لأبعاد التعاون الأمني والنووي المزمع تنفيذه بين الصين والسعودية، وكيف أنه أقلق وأقض مضاجع الأمريكيين من التغول الصيني في منطقة الخليج وشمال إفريقيا.

وجاء في التقرير إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قال يوم الجمعة، إن الصين تخطط للتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في مجالات الطاقة النووية والأمن النووي واستكشاف الفضاء، مستعرضًا علاقات بلاده القوية مع منطقة كانت ذات يوم في مجال نفوذ الولايات المتحدة.

ولفت التقرير إلى أن كل من الصين والمملكة العربية السعودية وصفا زيارة السيد “شي”، الأسبوع الماضي، بأنها حدث تاريخي يؤذن بعهد جديد من العلاقات بين بكين والشرق الأوسط، وهي منطقة كانت ذات يوم تتمتع بعلاقة قائمة على النفط مع الصين، وهي مستهلك رئيسي لدول الخليج من صادرات الوقود الأحفوري.

وذكرت “نيويورك تايمز” أن الدول العربية تعمل بشكل متزايد على بناء علاقات أوسع مع الصين تمتد إلى مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية، كما تقوم الشركات الصينية ببناء مدن جديدة في مصر والمملكة العربية السعودية، وتبيع تقنية التعرف على الوجه لحكومات الخليج وتشارك معها في أبحاث الذكاء الاصطناعي، كذلك سعت بكين من تواجدها البحري في المنطقة، وهي قناة مهمة في مبادرة الحزام والطريق اللازمة للوصول إلى الشركاء التجاريين في أوروبا.

 

– المشروع النووي السعودي:

وقال التقرير إن “المسؤولين السعوديين أمضوا سنوات في العمل على برنامج نووي مدني وهم يحاولون تقليل اعتمادهم على النفط، ويريدون تخصيب موارد اليورانيوم في المملكة، والتي يقولون إنها واسعة بما يكفي للسماح بالتصدير. لكنهم لم يمنحوا حتى الآن عقدًا لإنشاء أول محطات للطاقة النووية في البلاد، وهي عملية مناقصة تمت دعوة شركة صينية للانضمام إليها، جنبًا إلى جنب مع الشركات الكورية والروسية”.

من ناحيتها، قامت وكالات الاستخبارات الأمريكية بفحص الجهود السعودية، وأثار المحللون تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن أن تتطور إلى قدرات لإنتاج وقود يصلح لصنع الأسلحة، على الرغم من أن آخرين يقولون إن هذه المخاوف مبالغ فيها أو على بعد سنوات.

 

– وكالة فضاء سعودية:

أما السيد “شي” فقد قال إن الصين تريد أيضًا تعاونًا أوثق مع دول الخليج في مجالات استكشاف الفضاء والبنية التحتية، وناقشوا إنشاء مركز مشترك لاستكشاف القمر والفضاء العميق، مضيفًا أن بلاده ستساعد دول الخليج في تدريب رواد الفضاء الخاصين بهم، والذين سيتم الترحيب بهم في محطة الفضاء الصينية للعمل مع رواد الفضاء الصينيين وإجراء تجارب علمية.

وذكر تقرير “نيويورك تايمز” أن “الفضاء هو مجال اهتمام خاص لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية البالغ من العمر 37 عامًا، وهو من عشاق الخيال العلمي المتحمسين الذي أنشأ أول لجنة فضاء في المملكة في عام 2018.

 

– تعاون واسع سريع:

وأشار التقرير إلى أنه لطالما كانت المملكة العربية السعودية حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، لكن علاقاتها مع الصين تتوسع بسرعة، حيث وقع السيد “شي” “شراكة استراتيجية شاملة” مع الملك “سلمان” ملك المملكة العربية السعودية، يوم الخميس.

من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن علاقة المملكة بالولايات المتحدة كانت متوترة بشكل خاص في السنوات القليلة الماضية، حيث تعهد الرئيس “بايدن” في حملته الانتخابية بمعاملة المملكة على أنها “منبوذة”، والضغط على الأمير “محمد” بشأن مقتل جمال “خاشقجي”، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومواطن سعودي قتل على يد عملاء سعوديين في إسطنبول عام 2018.

وردًا على سؤال حول ما تعنيه الاتفاقيات الجديدة بين المملكة العربية السعودية والصين بالنسبة لعلاقتها مع الولايات المتحدة، قال الأمير “فيصل”، وزير الخارجية السعودية، إن العلاقات العربية الصينية “لم تولد اليوم”، وأن الصين كانت بالفعل الشريك التجاري الأكبر للعديد من الدول في المنطقة.

وكان المسؤولون الأمريكيون أثاروا مرارًا مخاوف بشأن عمل حلفاء الخليج مع هواوي، عملاق الاتصالات الصيني الذي وقع اتفاقية مع وزارة سعودية يوم الخميس كجزء من الزيارة. لكن المسؤولين الخليجيين يشكون في كثير من الأحيان من أن التعاون الأمريكي يأتي مشروطًا بشروط، مثل انتقاد سجلات حقوق الإنسان الخاصة بهم.