تقرير خاص : “تركي آل الشيخ” اسم تلوكه ألسنة السعوديين كل يوم مرة أو مرتين بسبب ما أحدثه من تغيير جذري في هوية المجتمع السعودي بالآونة الأخيرة، ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه حاليًا هو ما هي مواصفات وإمكانات ذلك الرجل الذي أحدث زلزال داخل المجتمع السعودي وقيمه وثوابته؟ وهل تسمح إمكانياته التي اتضح أنها أقل من القليل في إحداث ذلك الزلزال المريع؟!

من هو “تركي آل الشيخ”؟

هو ابن من أبناء أحد أهم الأسر في المملكة بعد تأسيسها، أسرة “آل الشيخ” والتي تنتسب للإمام “محمد بن عبد الوهاب”، وتفرد كثير من أبنائها بمنصب الإفتاء في المملكة منذ عشرات السنوات، من مواليد 1981، وتخرج في عام 2000 من كلية الملك فهد الأمنية، حيث نال درجة البكالوريوس في العلوم الأمنية، كما تلقى العديد من الدورات في علم الجريمة والتحقيق وإدارة المخاطر والإدارة.

كانت المصاهرة هي باب دخوله وقربه من الأسرة الحاكمة بالمملكة، بعد أن تزوج من ابنة ناصر بن عبد العزيز الداود، وكيل أمير الرياض سابقًا وملك السعودية في الوقت الراهن سلمان بن عبد العزيز.

كما كان والده على صلة وثيقة بالأسرة الحاكمة في السعودية، فقد كان مقربا من الأمير فيصل بن فهد وسلطان بن فهد، أي أنه نشأ في جو قريب من أروقة السلطة منذ صغره.

بدأ عمله في كل من وزارة الداخلية برتبة نقيب، وفي مكتب وزير الدفاع وفي ديوان ولي العهد عام 2015. و في يونيو/حزيران 2017، تم تعيينه مستشاراً للديوان الملكي برتبة وزير، ثم منذ ديسمبر 2018 رئيسًا للهيئة العامة للترفيه.

لماذا “تركي آل الشيخ” رئيسًا للترفيه؟

جاء عام 2017 لكي يكون فارقًا بتاريخ المملكة، فمنذ تولية “ابن سلمان” لولاية العهد، وهو يسعى جاهدًا لإحداث تغريب كامل يعصف بالقيم السعودية الراسخة، والتي كان من أهم أعمدة رسوخها أسرة “آل الشيخ”.

وكان أهم العقبات التي ستواجه “ابن سلمان” هي تلك الأسرة والعلماء الذين سيقفون أمام هذا التغريب المتعمد، لهذا لجأ “ابن سلمان” لأحد أفراد الأسرة لكي يقود هذا التغريب، حتى تكون حدة النقد أقل من داخل الأسرة لتلك الفعاليات؛ باعتبار أن المسئول عنها واحد منهم، وكذلك لأن “تركي” سوف يكون أدرى شخص بالتعامل مع أسرته وأفرادها الذين يرفض كثير منهم تلك الخطة التغريبية.

لذا جاء اعتماد “ابن سلمان” على تركي آل الشيخ، وهو من أحفاد الإمام محمد بن عبد الوهاب، لكنه يختلف بشكل كلي عن توجه عائلته الديني، حتى أن اسم “آل الشيخ” أضحى يتردد مع كل حفل، أو فاصل بين الأغاني.

ولم يتوقف الحد عند تلويث اسم “آل الشيخ” ورمزيته، بل عُمِد إلى منطقة “الدرعية” مركز دعوته التي كانت ترادف كلمة الوهابية، وتحمل مدلولاتها فأقاموا فيها حفلات الغناء، حتى أصبح اسم المنطقة مقترناً بسباق الفورمولا، وما تبعه من فعاليات غنائية ورقص، بعدما كانت مقترنة بالإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته!

ثمن الخيانة!

مقابل ذلك أغدق “ابن سلمان” على “تركي” الأموال يفعل بها ما يشاء: يشترى نوادي رياضية في مصر وإسبانيا، ويعبث بأموال الشعب السعودي بلا رابط أو حسيب، ويتفنن في الفعاليات التي تهدم كل ما هو أصيل داخل المجتمع السعودي وسط دعم كامل وبلا حد من “ابن سلمان” والمؤسسات الرسمية للدولة.

بل وصل الحد إلى اعتقال كل من يجرؤ على انتقاد الفتى المدلل لـ”ابن سلمان”، حتى ولو كان شيخ قبيلة عتيبة أكبر القبائل بالمملكة، وحتى الفنانين والشعراء لم يسلموا طالما فكرت ألسنتهم أن تهجو المستشار الوهمي أو تقترب من فعالياته الصاخبة.

ووصل الأمر لأن يكون “تركي آل الشيخ” هو من يأمر وينهي ويصدر أوامر الاعتقال بنفسه، ويتصرف في الأموال كيف يشاء، ويدخل للمجتمع السعودي ما يشاء دون رقيب أو رابط عليه سوى “ابن سلمان” الذي يبدو أنه سعيد من تصرفات تلميذه النجيب.

اقرأ أيضًا: اعتقال د. عبد الرحمن المحمود بأمر مباشر من “تركي آل الشيخ”

فضيحة جديدة.. “تركي آل الشيخ” هو من أمر بتوقيف الشيخ “عمر المقبل”

خاص.. صفقات فساد لـ”تركي آل الشيخ” بقيمة 800 مليون ريال خلال “موسم الرياض”

ماذا ينتظر “آل الشيخ”؟!

أصبح الترفيه في عهد “ابن سلمان”، وتلميذه النجيب “آل الشيخ” فرضًا على كل سعودي، لا يستطيع الفكاك منه وإلا اتهم بالرجعية وهدد بالاعتقال، ورغم كل تلك المحاولات ظل هناك انتقاد واضح وصريح لتصرفات “آل الشيخ” العبثية.

فقد دشن نشطاء سعوديون عبر “تويتر” وسم “#اعفاء_تركي_آل_الشيخ_مطلب_الشعب” بعد اعتراضات منهم على فعاليات موسم الرياض التي تنظمها هيئة الترفيه، ورأى الناشطون أن هناك شخصيات يعتبرونها متوازنة ومعروفة في المجتمع من الممكن أن تكون مناسبة لقيادة هيئة الترفيه بدلاً من تركي آل الشيخ.

وذهب البعض منهم إلى التشكيك في خصال “آل الشيخ” السيئة والتي يأتي هدر المال العام في مقدمتها، وآخرون يعتبرونه يعاني من أمراض نفسية!

وستزداد مع زيادة فجاجة الفعاليات الانتقادات ضد “آل الشيخ” ومدرسه “ابن سلمان”، ولن تهدأ كما يتوقع البعض، ولن يستطيع الاثنان إيقافها أو إسكات كل الألسنة، ولكن هل ستكون تلك الانتقادات مؤثرة في خضم الأحداث التي تشهدها المملكة؟ هذا ما سيكشفه تتابع الأحداث في المرحلة القادمة.